한국국제교류재단

قال تشوي سونغ-أوو، الرئيس التنفيذي لبوان ١٩٤٢، إنه “يبدو أن في هذه المنطقة طاقة قوية. وفي عام ٢٠٠٧ بدأت المساحات الي تمثّل المشهد الفني في سوتشون، بالظهور في تونغوي-دونغ وتشانغسونغ-دونغ، كما لو كان ذلك وعدا يتحقق. وفي ذلك الوقت كنت أبحث عن مساحة للعرض ووجدت نزلًا قديمًا أُطلق عليه آنذاك اسم بوان يوغوان. وأعتقد أن ذلك قدَرٌ موفّق”.

وكانت خطته الأصلية هي هدم النزل والمباني المجاورة له التي اشتراها، وبناء مبنى جديد هناك. لكن قد حدث ما لم يكن متوقعًا. إذ إنه لاحظ تسرّب مياه الأمطار من السقف قبل هدم النزل، وبعد إزالة بعض أجزاء السقف وجد نقشًا مكتوبًا على السطح الجملوني “٣ مايو من العام السابع عشر من شووا (عام ١٩٤٢)”. وعلم تشوي الذي قرأ السيرة الذاتية للشاعر سو جونغ-جو أنّه هو تاريخ إنشاء هيكل سطح المبنى الذي أقام فيه الشاعر سو وأصدر العدد الأول من المجلة الأدبية “شيئن بوراك” مع زملائه من الشعراء.

وتم ترميم النزل السابق بعنايةٍ من أجل إعادة استخدامه كمركز متكامل للفنون والثقافة يُدعى بوان ١٩٤٢. ويستضيف الآن معارض فنية بصرية ويُجري برنامج “دو لوك” لرعاية الفنانين الناشئين منذ عام ٢٠١٣، وينظّم مهرجان “كرافت تي” السنوي حيث يتذوّق المشاركون الشاي لاستكشاف قيمة ثقافة الشاي. وبصرف النظر عن ذلك فإن هذا المكان الرمزي يعرض قسم الأفلام في معرض “فريز سيول” للفنون.

تأسّست “فايكتوري” في بالبان-دونغ في عام ٢٠٠٢، وانتقلت إلى سوتشون بعد ٣ أعوام. وفي الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسها في عام ٢٠١٧، أُعيدت تسميتها باسم فايكتوري ٢ واعتمدت أسلوب عمل جديدا. ويركِّز أعضاؤها على موضوعات يهتمّون بها ويضعون موضوعًا للتعاون مع الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين وأمناء المعارض والموسيقيين في الأحداث المختلفة، بما في ذلك العرض والنشر وورشة العمل. وليست فايكتوري ٢ مساحةً ذات غرض واحد، بل تتحوّل بشكل مستمر وتطمس الخطوط الفاصلة بين الأماكن المختلفة؛ مدرسة تُجري دورات تدريبية للتخطيط الفني، ومتجر يبيع أعمال المبدعين في المجالات المختلفة، وصالة يجتمع فيها الناس لقراءة الكتب وتبادل الآراء. وتثير هذه المساحة فضولًا عميقًا وتجذب الناس إلى عالم الفنون والإبداع من خلال إعادة التعريف بنفسها بشكل مستمر.

أقامت فايكتوري ٢ معرض “ملاك على طاولتي” في عام ٢٠٢٣. وتقيم هذه الصالة التي افتتحت في سوتشون في عام ٢٠٠٥، معارض غير نمطية بالتعاون مع مجموعة واسعة من الفنانين، منهم المصممون والمهندسون المعماريون والموسيقيون والراقصون.
التقديم: فايكتوري ٢، التصوير: كيم دا-إين

واُفتتحت “ساروبيا”، مساحة بديلة رائدة، في إنسا-دونغ في عام ١٩٩٩. وبعد انتقالها إلى سوتشون في عام ٢٠١١ شهدت سلسلةً من التغييرات؛ غيّرت اسمها إلى “بروجكت سبيس ساروبيا” ووضعت نظام العضوية لتعتمد على التبرعات من أعضائها الفنانين. ولعبت دورًا حاسمًا في تنويع المشهد الفني في سيول على مدى العقدين الماضيين باعتبارها مساحة عرض غير ربحية لدعم الفن التجريبي. وتؤكّد أمينة المعارض المستقلة تشو سونغ-آه على أهمية ساروبيا، قائلة إنها “تعدّ من المساحات الفنية المستقلة الثمينة التي توفّر للفنانين مكانًا لعرض أعمالهم حتى يتمكّنوا من تحقيق قفزة إلى الأمام”.

ومنذ معرضها الافتتاحي “مذكرة خيالية” الذي عرضت فيه منحوتات مضحكة وغريبة من أعمال الفنان هام جين في عام ١٩٩٩ ، دأبت على تقديم الأعمال المبكرة للعديد من الفنانين البارزين اليوم، بمن فيهم الفنانة باك مي-نا والفنان سون دونغ-هيون والفنانة أوو هان-نا والفنانة جون سو-جونغ. وتقدّر الأمينة تشو بشكل خاص النهج المدروس الذي تتبعه ساروبيا عند التعريف بأعمال فناني الوسائط التقليدية مثل الرسم.

يوجد العديد من المعارض التجارية في سوتشون تقع بالقرب من سامتشونغ-دونغ، المنطقة الرائدة في المعارض الفنية في سيول. وخلافًا للمتاحف ومساحات العرض غير الربحية، تعمل المعارض التجارية مع الفنانين المعاصرين بشكل وثيق لتعزيز حياتهم الفنية من خلال التعريف بأعمالهم الجديدة وتشجيع بيعها.

ومن بين صالات العرض الرئيسة في سوتشون صالة ليآن. وفي عام ٢٠٠٧ قامت آن هي-ريونغ التي كانت تجمع الأعمال الفنية لفترة طويلة، بافتتاحها في دايغو، مدينة رائدة في الفن الحديث. واحتفى معرضها الافتتاحي بالذكرى العشرين للفنان الأمريكي الراحل آندي وارهول. وفي عام ٢٠١٣ افتتحت فرعًا في تشانغسونغ-دونغ في العاصمة سيول ونمت كصالة عرض تمثيلية في كوريا. والآن تقيم معارض فردية للفنانين المشهورين عالميًا مثل أليكس كاتز، وداميان هيرست، وإلزابيث بايتون، إلى جانب الفنانين الكوريين الرئيسين مثل بايك نام-جون، وإي كانغ-سو، وإي كون-يونغ.

استكشف معرض بايك نام-جون الذي أُقيم في صالة ليآن من ديسمبر ٢٠٢٠ إلى يناير ٢٠٢١، الأعمال الفنية الواسعة للفنان بايك. وتساعد هذه الصالة الزوار على فهم الفن المعاصر من خلال إقامة معارض للفنانين المشهورين الكوريين والدوليين بشكل مستمر.
التقديم: صالة ليآن، التصوير: إي سي-أوو

وافتُتحت “سبيس ويلينغ أند ديلينغ” في عام ٢٠١٢، ثم انتقلت إلى تشانغسونغ-دونغ في عام ٢٠١٩. وكانت هذه خطوة استراتيجية للاستفادة من المزايا الثقافية لمنطقة سوتشون. وقالت الرئيسة التنفيذية كيم إين-سون إنه “في موقعنا السابق في بانغباي-دونغ كنّا نفتقر إلى المعارض القريبة، لذا كان الزوار يتدفّقون إلى أحداث محدّدة فقط مثل المعارض الافتتاحية. ولكن تُقام في سوتشون الواقعة بالقرب من قصر غيونغبوك وسامتشونغ-دونغ معارضُ فنية كثيرة تجذب الزوار، بحيث أنها أكثر ملاءمة للتعريف بالفنانين وترويج أعمالهم”.

ومنذ عام ٢٠٢٢ تُعدّ سبيس ويلينغ أند ديلينغ صالةً تعرض وتبيع أعمال الفنانين الشباب الواعدين، بمن فيهم نام جين-أوو، وإي سيه-جون، وجانغ سونغ-أون. وتقع هذه الصالة في الطابق الثاني من مبنى على طريق مزدحم مكوّن من ٦ حارات، وهي مساحة ديناميكية تقيم أكثر من ١٠ معارض فردية وجماعية سنويًّا وتعمل أيضا كمختبر للأعمال التجريبية للفنانين من مختلف الخلفيات والمجالات. كما تقام فيها لقاءات يتحدث فيها الزوار مع الفنانين بشكل مباشر، ودورات يتعلّمون فيها تخطيط المعارض وإدارتها.

وافتتحت كيم هي-جونغ صالة “دروينغ روم” في يونغسان في عام ٢٠١٩، ونقلتها إلى سوتشون بعد ٣ أعوام. وأكّدت كيم أن سوتشون منطقة مثالية في هذا المجال، قائلةً إن “دروينغ روم تشير إلى غرفة يتم فيها استقبال الضيوف في المنزل. وعلى نفس المنوال نسعى إلى إنشاء مساحة يتعايش فيها الفن والحياة اليومية. ويبدو أن هدوء سوتشون التي يتناغم فيها الفن والطبيعة والحياة اليومية، يتوافق مع هدف صالتنا. وأعتقد أن ذلك أصبح قوة دافعة لاجتماع المتاجر الصغيرة الفريدة في هذه المنطقة منذ زمن طويل”.

لقطة من المعرض الفردي للرسامة كوان هيه-سونغ “ناس بلا مظلات”، الذي أُقيم في مارس الماضي في سبيس ويلينغ أند ديلينغ. أظهر المعرض دمجا بين أساليب الرسم الشرقية والغربية. وتكتشف هذه الصالة الفنانين الكوريين الشباب الواعدين وتُجري برامج مختلفة لدعمهم.
التقديم: سبيس ويلينغ أند ديلينغ، التصوير: هان هوانغ-سو

ومنذ افتتاح صالتها، تدعم الفنانين الناشئين بشغفٍ من أجل اكتشاف الفنانين الجدد ومساعدتهم على الظهور في السوق الفني. وبفضل جهود العديد من المساحات الفنية ازدهرت سوتشون كمركز نابض بالحياة لتنويع المشهد الفني الكوري.

مختبر تشانغسونغ-دونغ هو صالة عرض تشارك في التجارب الثقافية من وجهات نظر مختلفة. ويديرها إي كي-جين، وهو فيزيائي وأستاذ في جامعة سوغانغ، ويُعرف بأنه والد “سي إل”، قائدة فرقة الفتيات تو ني ون ٢NE١.
© تشوي تاي-وون