يقدم معرض «غوريو؛ فخر كوريا»، وهو معرض كبير ينعقد في المتحف الوطني الكوري، فرصة للاطلاع الشامل على فنون مملكة غوريو للمرة الأولى. مملكة غوريو هي المملكة الموحدة التي حكمت شبه الجزيرة الكورية خلال الفترة ما بين عامي ٩١٨ و١٣٩٢، وهذه الفترة تُعد من العصور الوسطى في التاريخ الكوري. ومن المقرر أن يستمر هذا المعرض الخاص حتى ٣ من مارس عام ٢٠١٩ ويعرض حوالي 450 قطعة أثرية لمجموعات من 45 مؤسسة من داخل البلاد وخارجها بما فيها 11 مؤسسة أجنبية من 4 دول.
التمثال البرونزي للملك تايجو وانغ غون"، من القرن العاشر إلى القرن الحادي عشر، برونزي، الطول:٣.٨٣١ سمتم العثور عليه عام ٢٩٩١ في قبر هيون رونغ الملكي، وهو جزء من المواقع كتشف من تماثيل والمعالم التاريخية في غاي سونغ عاصمة مملكة غوريو.ولم يُ الملوك في كوريا إال هذا التمثال.وكان لهذا التمثال رداء من الحرير تحلل مع مرور الوقت وحزام من اليشم© متحف التاريخ المركزي الكوري في بيونغ يانغ
التمثال الخشبي المدهون بالورنيش للراهب البوذي العظيم هيرانغ"، القرن العاشر، بالورنيش على الخشب، الطول:٢٨ سمتمثال الراهب البوذي العظيم هيرانغ ( ٩٨٨-٦٦٩)كبير الرهبان في معبد هاي إن البوذي.هذا التمثال هو الوحيد الذي صنع خالل حياته وبقي حتى اآلن.الكنز رقم ٩٩٩. © متحف سونغبو في معبد هاين البوذي
منذ البداية، احترمت مملكة غوريو روح التنوع. لذلك، أقامت العلاقات الدبلوماسية المتعددة الأطراف مع الدول المجاورة، وأكدت على روح الانفتاح والإدماج والتكامل إلى درجة تعيين أجنبي رئيسا للوزراء في حكومة المملكة. وكما أن اسم بلادنا الحالي باللغة الإنجليزية «كوريا» يدلّ على «أرض شعب غوريو»، فإنه يشير أيضا إلى أن الهوية الكورية نشأت وتبلورت في عصر هذه المملكة.
ومع ذلك، فإن جزءا كبيرا من تاريخ مملكة غوريو التي استمرت زهاء خمسة قرون لا يزال غامضا. واليوم، يعترف معظم الكوريين الجنوبيين أنهم لا يعرفون إلا القليل من أسماء المواقع الأثرية والآثار المهمة لمملكة غوريو. ويعود السبب في ذلك إلى فترة مؤلمة من تاريخ البلاد الحديث، أي الفترة الممتدة من الحكم الاستعماري الياباني إلى الحرب الكورية وتقسيم الكوريتين. كما أن مملكة غوريو ظلت غامضة في أذهان الكوريين بسبب أن مدينة غاي غيونغ التي كانت عاصمة مملكة غوريو، وتُسمى حاليا باسم غاي سونغ، وغيرها من المناطق التاريخية المهمة التي كانت مراكز سياسية ودينية وثقافية واقتصادية في عصر المملكة، تقع في كوريا الشمالية حاليا.
في عام ٩١٩، أي بعد مرور سنة واحدة على تأسيس المملكة، أمر الملك تايجو، وكان اسمه عند الولادة «وانغ غون»، ببناء قصر في جنوب جبل سونغ آك واُطلق عليه اسم مانو ول داي الذي يعني شرفة القمر. واُستخدم هذا القصر مقرا لإقامة ملوك مملكة غوريو حتى عام ١٣٦١، حيث أتى عليه حريق خلال غزو ذوي العمائم الحمراء الصينيين. وتشير الصورة الفوتوغرافية التي تم التقاطها خلال مسح الحكومة الاستعمارية اليابانية لمواقع غوريو التاريخية إلى أن هذا القصر القديم في حالة خراب. وصادفت السنة التي اُلتقطت فيها هذه الصورة الذكرى الألفية الأولى لتأسيس المملكة، لكن الكوريين الذين كانوا يعيشون تحت الحكم الاستعماري الياباني لم يتمكنوا من الاحتفال بها بشكل رسمي. لذلك، فإن عام ٢٠١٨ الذي يوافق الذكرى المئوية بعد الألف، ويأتي بعد مائة عام على الفرصة التي أضعناها، يكتسب أهمية خاصة.
ويُشار إلى أن العديد من المعارض، والمؤتمرات الأكاديمية التي عُقدت في جميع أنحاء البلاد في عام ٢٠١٨ احتفالا بالذكرى المئوية بعد الألف لتأسيس مملكة غوريو، سلطت الضوء من جديد على تاريخ المملكة. كما أن المعرض الخاص الذي اُفتتح ٤ من ديسمبر في المتحف الوطني الكوري في سيول يقدم فرصة ذهبية للاطلاع على آثار المملكة المتناثرة في أنحاء العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا واليابان فضلا عن الكوريتين.
لم ترفض مملكة غوريو التقاليد الثقافية التي تركتها الممالك السابقة، بل إنها دمجتها في ثقافتها واحترمت فكرة التنوع. وتثير الأعمال الفنية لمملكة غوريو المشاعر القوية في قلوب المطلعين عليها بسبب طاقتها القوية وأناقتها الرقيقة.
تمثالا الملك ومعلمه
جوهر هذا المعرض الخاص المتوقع هو لَمّ شمل الملك تايجو مؤسس مملكة غوريو والراهب البوذي العظيم هيرانغ. فنتمنى أن يجتمع في هذا المعرض الملك من كوريا الشمالية مع معلمه من الشطر الجنوبي في سيول بعد ١١ قرنا من الانفصال.
اُكتشف التمثال البرونزي للملك تايجو وانغ غون في قبر هيون الملكي الذي دُفن فيه الملك وقرينته الملكة سينهاي معا. وهو التمثال الوحيد للملك الذي بقي حتى الآن، ويمتلكه حاليا متحف التاريخ المركزي الكوري في بيونغ يانغ. صُنع هذا التمثال الذي يبلغ ارتفاعه ١٣٨.٣ سنتيمترا ووُضع مؤقتا في معبد بوذي لممارسة الطقوس الدينية، ثم دُفن في القبر الملكي مرتديا رداء من الحرير وحزاما من اليشم. لكن، عندما تم العثور عليه عام ١٩٩٢، لم يظهر عليه إلا حزام اليشم، لأن الرداء الحريري كان قد تحلل مع مرور الزمن. وقبر هيون الملكي هو جزء من المواقع والمعالم التاريخية في غاي سونغ التي أُدرجت في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
لوحات الطباعة لسوترا آفاتامساكا:طبعة عصر سوتشانغ، عام ٨٩٠١، من الخشب، ٤٢ x ٦.٩٦ سمهي أقدم لوحات الطباعة التي لها سجل تاريخي عن صناعتها وموجودة حتى اآلن في كوريا.كما أنها جزء من مجموعة لوحات الطباعة القديمة في معبد هاين البوذي.© ها جي-كون
أما التمثال الخشبي المدهون بالورنيش للراهب البوذي العظيم هيرانغ، الذي يوجد حاليا في معبد هاي إن البوذي في محافظة غيونغ سانغ الجنوبية، فإنه صُنع قبل حوالي ٩٣٠ عاما، وهو الأقدم بين تماثيل الرهبان البوذيين التي صُنعت خلال حياتهم، وبقي حتى الآن في كوريا. ويُشار إلى أن التمثال الذي يصور هذا الراهب البوذي العظيم بتفاصيل واقعية، يقوم بالرحلة الأولى إلى خارج المعبد مع تمثال الملك تايجو. ويُقال إن عرضهما في هذا المعرض يكتسب أهمية كبيرة بسبب العلاقات الخاصة بينهما. وقد قدم الراهب البوذي العظيم هيرانغ دعما روحيا للملك تايجو عندما كان يعاني من الاضطرابات السياسية في نهاية عصر الممالك الثلاث الأخيرة، وأصبح مستشارا للملك بعد تأسيس مملكة غوريو.
أما تمثال الملك تايجو الذي يُعد رمزا سياسيا للمملكة، وتمثال الراهب هيرانغ الذي يمثل القيم الروحية، فلم يُعرضا في مكان واحد قط منذ صنعهما. يوفر المتحف الوطني الكوري مكانا خاصا لعرض تمثال الملك تايجو.
المستنير كسيتيغاربا"، القرن الرابع عشر، بالحبر واللون على الحرير، قياس ٣.٤٠١ x ٦.٥٥ سمر ُ سم على اللوحة المستنير كسيتيغاربا الذي يُ ينقذ الذين يعانون في الجحيم.واتّبعت هذه اللوحة تقاليد اللوحات البوذية في عصر مملكة غوريو، وص ُ ور بوذا الكبير في الجزء العلوي وغيره في الجزء السفلي.كنز رقم ٤٨٧© ليوم، متحف سامسونغ للفنون
اختراع الطباعة بالحروف المعدنية
تجذب لوحات الطباعة الخشبية لـ»تريبيتاكا كوريانا» التي لم تخرج من المعبد أنظار رواد هذا المعرض. ونادرا ما تكون هذه اللوحات الخشبية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر مكشوفة أمام الجمهور حتى بالنسبة لزوار معبد هاي إن الذي يوجد فيه مستودعها.
لقد اُخترعت الطباعة بالحروف المعدنية في العالم في كوريا خلال عصر مملكة غوريو. ولهذا، يُقال إن لهذه المملكة تاريخا مجيدا في موضوع الطباعة. فقد أولى الرهبان البوذيون في مملكة غوريو أهمية كبيرة للنسخ اليدوي للنصوص البوذية المقدسة، مثل الرهبان المسيحيين في العصور الوسطى في أوروبا الذين بذلوا جهودهم في نسخ الكتاب المقدس يدويا أيضا. ولذلك، يُعد التحول من النسخ اليدوي إلى الطباعة نقلة نوعية مهمة في تاريخ العالم. وفي كل من الشرق والغرب، ازدهرت الطباعة في المعابد والأديرة بسبب الحاجة المُلِحّة إلى زيادة حجم النصوص المقدسة المطبوعة. ومثلما أن الكتاب المقدس لغوتنبرغ يُعد رمزا للثورة التي أدت إلى فتح عصر طباعة الكتب في التاريخ الثقافي للغرب، فإن «تريبيتاكا كوريانا» التي تُعد جوهر النصوص المقدسة البوذية كانت ابتكارا مُبْهرا انعكست فيه حكمة آسيا المعاصرة ومعرفتها.
وفي الصين، كانت تريبيتاكا كايباو التي تمّ صنعها خلال الفترة ما بين عامي ٩٧١ و٩٨٣ تحت رعاية الإمبراطور سونغ الأول تايجو مشروعا وطنيا للتأكيد على شرعية الإمبراطورية، غير أن النيران أتت عليها ودمرتها بشكل كامل. وعلى الصعيد الكوري، أقامت مملكة غوريو ثلاثة مشاريع وطنية لنشر مجموعة من النصوص البوذية المقدسة. وصُنعت الطبعة الأولى من تريبيتاكا كوريانا التي تُعد ثاني أقدم تريبيتاكا منحوتة بعد تريبيتاكا كايباو في عام ١٠١١، حيث واجهت مملكة غوريو أزمة وطنية نتيجة لغزو خيطان الذين احتلوا عاصمتها غاي غيونغ. وبعد الحرب، أُنتجت «تريبيتاكا خيطان» مستوحاة من تريبيتاكا لمملكة غوريو.
إن الطبعة الأولى من تريبيتاكا كوريانا أكلتها النيران خلال الغزوات المنغولية لشبه الجزيرة الكورية عام ١٢٣٢. لذلك، شرعت مملكة غوريو في إعادة صنع تريبيتاكا على أساس الطبعة الأصلية، بالإضافة إلى تريبيتاكا كايباو وتريبيتاكا خيطان. وتم نحت حوالي ١٦٠ ألف صفحة من النصوص البوذية المقدسة على كلا الجانبين من حوالي ٨٠ ألف لوحة خشبية، ولهذا السبب أُطلق على تريبيتاكا كوريانا الاسم الكوري «بال مان داي جانغ يونغ» الذي يعني حرفيا «ثمانين ألف تريبيتاكا». وتُعد تريبيتاكا كوريانا مجموعة كاملة من اللوحات الخشبية المنحوت عليها النصوص البوذية المقدسة في شرق آسيا وتم الحفاظ عليها لسبعمائة عام في معبد هاي إن البوذي.
يمكن القول إن قوة تريبيتاكا في القرون الوسطى في شرق آسيا لا تقل أهمية عن التنافس النووي اليوم. وفي عصر مملكة غوريو، تطلب مشروع صنع تريبيتاكا بذل كل الجهود على المستوى الوطني، وأسفر إنتاج الحجم الكبير من النصوص البوذية المقدسة ثم الحفاظ عليها في المعابد في جميع أنحاء المملكة عن تعزيز السلطة الملكية وتقوية الروابط بين المواطنين. وفضلا عن ذلك، تمكنت مملكة غوريو من إظهار تميزها الثقافي وأخذ زمام المبادرة في العلاقات الدبلوماسية بتوزيع النصوص المقدسة المطبوعة على الدول المجاورة. وتشير السجلات التاريخية التي توثّق مراحل توزيعها بناء على طلب الدول الأخرى وجهودها للحصول عليها إلى نفوذ مملكة غوريو في السياسة الدولية بفضل قدرتها على طباعة تريبيتاكا.
اندماج وتكامل
يستمر المعرض ثلاثة أشهر وينقسم إلى ثلاثة أقسام. ويقدم القسم الأول الذي أطلق عليه اسم «مدينة غاي غيونغ الدولية والمجموعة الفنية الملكية» أنشطة التبادل عبر البحر والمنتجات المحلية المتنوعة خلال عصر مملكة غوريو. فقد كانت مدينة غاي غيونغ مدينة دولية تردد عليها الكثير من الأجانب. وفي عام ١١٢٣، خلال حكم الملك إين جونغ، زارها وفد رسمي مكوّن من ٢٠٠ مبعوث أرسله إمبراطور مملكة سونغ الصينية هوي زونغ. وترك الباحث الكونفوشيوسي شو جينغ الذي شارك في هذا الوفد سجلا عن إقامته في مملكة غوريو لمدة شهر في كتابه «السجل مع الصور للمبعوث الصيني إلى مملكة غوريو خلال عصر الإمبراطور هوي جونغ».
وقام شو جينغ بتقديم كتابه هذا إلى الإمبراطور، وقد تضمن الكتاب وصفا تفصيليا للعادات والثقافة التي لاحظها أثناء إقامته في عاصمة مملكة غوريو مع الصور التوضيحية. وقد فقدت هذه الصور خلال الحرب التي اندلعت بعد سنوات وأسفرت عن انهيار مملكة سونغ الشمالية. ولم يبق من الكتاب شيء إلا بعض العبارات. وفي هذا القسم من المعرض، يحظى الزوار بفرصة للسفر إلى مدينة غاي غيونغ التي كانت قلب مملكة غوريو ولكن يتعذر زيارتها اليوم.
وفي القسم الثاني «فنون المعبد»، تُعرض الأعمال الفنية للمعابد البوذية التي كانت من المستهلكين الرئيسين للفنون إلى جانب العائلة الملكية. ولم تكن البوذية ديانة رسمية لمملكة غوريو فحسب، بل إنها كانت فلسفتها أيضا. كما أنها مثلت المبادئ الروحية وأساس الحياة، أو حتى كانت تُعد الحياة نفسها. وازدهرت ثقافة مملكة غوريو بناء على منجزات الثقافة البوذية. ولم تتمتع أي مملكة، لا قبلها ولا بعدها، بالفلسفة والقيم البوذية كما كانت مملكة غوريو.
وأخيرا، يشير القسم الثالث «فنون مملكة غوريو الراقية» إلى أن مملكة غوريو تمكنت من الحفاظ على فلسفتها الفريدة المستقلة، لكنها حرصت أيضا على الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والتبادلات الثقافية مع الممالك الصينية التي تعاقبت على حكم الصين، ومنها مملكة سونغ في البر الرئيس للصين بالإضافة إلى مملكة لياو لشعب خيطان ومملكة جين لشعب جورشن اللتين سيطرتا على شمال الصين. وفي أواخر عهد مملكة غوريو، حكمت الصين مملكة يوان التي أنشأت أكبر إمبراطورية شهدها العالم في ذلك الوقت. وفي هذه الفترة، شهدت مملكة غوريو تغيرات مستمرة وحروبا لا تنتهي. لكن، وللمفارقة أن الطرق التي استخدمها المقاتلون في الحروب والمعارك كانت أيضا طرقا للتبادلات الثقافية. وبالتالي، فإن الأعمال الفنية ومنتجات الحرف اليدوية المميزة لمملكة غوريو انتشرت على نطاق واسع خلال هذه التبادلات وتطورت باقتباس التقنيات والدمج بين العناصر غير المتجانسة.
اإلبريق والوعاء الفضي المذهب"، القرن الثاني عشر، طول اإلبريق:٣.٤٣ سم، وقطره:٥.٩ سم، طول الوعاء:٨.٦١ سم، وقطر الجزء العلوي:٨.٨١ وقطر الجزء السفلي:٥.٤١يشير اإلبريق الفاخر المزين بزهور اللوتس وطائر العنقاء والوعاء الذي معه إلى المستوى الذي وصل إليه الحرفيون في مملكة غوريو.كما أنهما يدالن على نقاط التشابه بين سيالدون واألواني المعدنية في مملكة غوريو من حيث الشكل والزخرفة. © متحف الفنون الجميلة في بوسطن
مبخرة سيالدون بزخارف هندسية مفرغة"، القرن الثاني عشر، الطول:٣.٥١ سم، قطر القاعدة:٥.١١ سم A masterpiece of Goryeo celadon before the هي تحفة سيالدون غوريو قبل اختراع تقنية الترصيع. وتتكون المبخرة من ثالثة أجزاء؛ الغطاء المفرغ والجسم والقاعدة.وتنسجم فيها الزخارف المتقنة مع شكلها الكلي بناء على النسب المتوازنة.الكنز الوطني رقم ٥٩. © المتحف الوطني الكوري
إعادة اكتشاف القيم الثابتة
لا تقدم الكتب التاريخية إلا جزءا يسيرا من أنشطة التبادلات المختلفة بين غوريو والدول المجاورة لها. غير أن الأعمال الفنية الموجودة حتى الآن تشير بكل وضوح إلى أن مملكة غوريو شاركت في التبادل الثقافي مع عدة مناطق في الصين واليابان. ولذلك، يكتسب هذا المعرض الخاص أهمية كبيرة لأنه يسلط الضوء على المنجزات الثقافية لمملكة غوريو وعلاقاتها مع الدول المجاورة في شرق آسيا.
لم ترفض مملكة غوريو التقاليد الثقافية التي تركتها الممالك السابقة، بل إنها دمجتها في ثقافتها واحترمت فكرة التنوع. وازدهرت ثقافتها الجميلة والإبداعية من خلال التبادل النشط مع الدول المجاورة. واستطاع شعب غوريو أن يصور المشاعر البشرية في الأعمال الفنية على أساس تذوقهم للألوان والمواد، فضلا عن مهارتهم التقنية. وتثير هذه الأعمال الفنية لمملكة غوريو المشاعر القوية قي قلوب المطلعين عليها بسبب طاقتها القوية وأناقتها الرقيقة. ومن المؤمل أن يعيد زوار المعرض اكتشاف القيم الثابتة التي تتحلى بها الأعمال الفنية لمملكة غوريو المنسية.