메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

커버스토리 칼럼 게시판 > 상세화면

2021 SUMMER

السرد النسائي، تيار جديد في السينما الكورية

صعود شخصيات لمتكن تحظى بالشهرة

تختار معظم الأفلام طرقا آمنة لضمان النجاح التجاري، ومنها استخدام شخصيات جذابة ومشهورة
تثير اهتمام المشاهدين، إلا أن المخرجات الكوريات اليوم يخترن شخصيات أنثوية كبطلات في
أفلامهن لم تكن تحظى بالشُهرة بين الجمهور ويطرحن منظورا جديدا للعالم.

بعد أن حقق فيلم «موطن النجوم» المبني على رواية للكاتب “تشوي إين-هو” كانت تحظى بشعبية كبيرة في السبعينيات من القرن الماضي وفيلم «العصر الذهبي لـ”يونغ-جا”» المبني على رواية للكاتب “جو سون-جاك” نجاحا تجاريا كبيرا، تدفقت الكثير من الأفلام التي كانت تُسمى بـ”أفلام النادلات” وتناولت قصص النساء اللواتي يعملن نادلات في الحانات أو النوادي الليلية. وذلك يعني أن قصص النساء الريفيات الفقيرات اللواتي ينتقلن إلى المدن الكبرى ويبعن أجسادهن لكسب قوتهن، أصبحت نوعا شائعا في السينما الكورية.

لكن معظم هذه الأفلام لم تتعامل مع النساء وقصصهن من منظور نسائي، رغم أنها تحمل وجهة نظر ناقدة للواقع. وحظي بعضها بتقدير عال سينمائيا إلا أنها لا تختلف عن الأفلام الأخرى، لأنها تعتبر النساء مجرد أداة للرغبة الجنسية أيضا. فضلا عن ذلك، فإن معظم الأفلام الكورية تتعامل مع الشخصيات الأنثوية من منظور ذكوري.

لقد مر وقت طويل قبل أن يأتي التغير في الصناعة السينمائية، إلا أن هذا التغير شكّل تيارا لا يمكن وقفه. وعلى وجه الخصوص، تطرح كثير من الأفلام التي تنتجها المخرجات شخصيات أنثوية جديدة لم تتناولها الأفلام الكورية في الماضي. وتقود هذه الشخصيات الأنثوية قصص الأفلام وتحظى باهتمام كبير من الجمهور.

عالم الفتيات
فازت المخرجة “يون غا-وون” بجائزة أفضل مخرج صاعد في العديد من المهرجانات السينمائية بفيلمها «عالمنا» الذي كشفت عنه لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام ٢٠١٦.

وأحدث هذا الفيلم الذي تلقى تقديرا عاليا من النقاد، نَقْلة نوعية في الصناعة السينمائية الكورية لأن بطلة الفيلم كانت طفلة صغيرة في سن المدرسة الابتدائية، وهي تُعد خيارا نادرا في الصناعة السينمائية الكورية، حيث لا تظهر شخصيات في سن المدرسة الابتدائية إلا في أفلام الرسوم المتحركة، ويرى معظم القائمين عليها أن قصص الطفلات لا تجذب أنظار المشاهدين. في الفيلم، يقول أبو البطلة المسماة بـ”سون”، “ليس للأطفال هموم”. هكذا يتجاهل البالغون أن للأطفال هموما لا يستطيعون أن يتحدثوا عنها للآخرين ويعاني بعضهم من الحياة القاسية.

بطلة الفيلم “سون” هي طالبة في الصف الرابع الابتدائي. تريد “سون” بناء صداقة مع زملائها في الصف إلا أنهم يتجاهلونها. فليس لها أي صديق، لكنها تجد أملا عندما تنتقل الطالبة الجديدة “جي-آه” إلى صفها. تقضي “سون” وقتا ممتعا مع “جي-آه” خلال العطلة الصيفية إلا أن الصداقة بينهما تنقطع مع بدء الفصل الدراسي الثاني، لأن “جي-آه” تختار أن تصبح صديقة للطفلة التي تحث الأطفال الآخرين على تجاهل “سون” بدلا من أن تبقى صديقة وحيدة لها.

لا يتعامل هذا الفيلم مع ظاهرة التنمر عن طريق التمييز بين المتنمرين والضحايا خلافا للأخبار في وسائل الإعلام، ولا يعتبرها مسألة العنف. وعلى الرغم من أن مشهد العنف الجماعي يُعد جزءا لا يتجزأ من الأفلام الكورية التي تسرد قصص الطلاب الذكور في سن المراهقة. ومع ذلك، يشير فيلم «عالمنا» إلى الآلام الداخلية التي يشعر بها الأطفال دون الاعتماد على مشهد العنف الجسدي ويعطي مشاهديه لمحة عن آلية تطور هذه الظاهرة في المدرسة الابتدائية.

«تساهم طرق التصوير المتنوعة التي تقوم بها المخرجات الكوريات والقصص المختلفة التي تقودها الشخصيات التي لم تكن تحظى بشهرة بين الناس، في توسيع نطاق السرد النسائي في الصناعة السينمائية الكورية».

النساء الكبيرات في السن
كشفت المخرجة “ليم سون-إيه” عن أول أفلامها الطويلة «سيدة مُسنة» في مهرجان بوسان السينمائي الدولي عام ٢٠١٩. ويتحدث الفيلم عن العنف الجنسي ضد النساء الكبيرات في السن الذي لم يتناوله فيلم كوري من قبل. وتلقى هذا الفيلم دعوات رسمية من عدة مهرجانات سينمائية دولية، منها مهرجان هارتلاند السينمائي الدولي ومهرجان آميان السينمائي الدولي، لأنه يرسم قضية العنف الجنسي ضد النساء الكبيرات في السن بصورة دقيقة قوية، والتي لم يسبق أن ركّز عليها فيلم من الأفلام من قبل.

تتعرض بطلة الفيلم “هيو-جونغ” للعنف الجنسي الذي يرتكبه مساعد الممرض أثناء تلقيها العلاج في المستشفى. مع ذلك، لا يصدق الناس بأن رجلا في العشرينيات من العمر يغتصب امرأة في سن التاسعة والستين. ويزعم الرجل أنها وافقت على ممارسة الجنس معه وترفض المحكمة بإصرار دعوة لإصدار أمر باعتقاله. في هذا الواقع المؤلم، تقول البطلة بشكل مباشر “لو كنتُ امرأة شابة، هل كان سيُعتقل المعتدي علي؟”.

في الماضي، لم يكن يعتبر الناس النساء الكبيرات في السن ضمن الضعفاء اجتماعيا. في الفيلم تؤكد المخرجة على ضرورة إعادة النظر في التحيز ضد المرأة، ولا سيما العنف الجنسي ضدها. عندما يمتدح المحقق البطلة قائلا “ترتدين ملابس أنيقة خلافا لكبار السن الآخرين”، تشرح له إنها إذا لم ترتدِ ملابس أنيقة فسيتجاهلها الآخرون، وربّما تحرشوا بها، ثم تسأله “هل أبدو آمنة بهذه الملابس؟”. ويشير ذلك المشهد إلى أنها تولي كل اهتمامها للدفاع عن نفسها، وهذا هو سبب اهتمامها بالملابس التي ترتديها. يشدد الفيلم على أهمية التخلي عن التحيز للوصول إلى الحقيقة التي تكمن وراء القضية.

يظهر في الفيلم رجل يعيش مع البطلة وهو الوحيد الذي يقف إلى جانبها، إلا أن هذا الفيلم لا يسلط الضوء على دور هذا الرجل. وتغادر “هيو-جونغ” بيته وتستمر بكفاحها بمفردها. هكذا في الفيلم تؤكد المخرجة أنها ضد الاعتقاد السائد بأن المرأة لا تستطيع أن تحل مشكلاتها دون مساعدة الرجل.

إدراك الرغبة
في فيلم «أجسادنا» (٢٠١٩م)، وهو أول فيلم طويل للمخرجة “هان غا-رام”، تظهر بطلتان شابتان. لا يتميز هذا الفيلم عن الأفلام الأخرى بمجرد ظهور المرأة كبطل في الفيلم إلا أنه يكتسب معنى خاصا لأن المرأتين الاثنتين تقودان قصة الفيلم. وفي الفيلم، تطرح المخرجة سؤالا أمام المشاهدين بطريقة جريئة.

يبدأ الفيلم بمشهد يترك فيه رجل حبيبته “جا-يونغ”، وهي بطلة الفيلم في عمر ٣١ عاما التي تُشارك في الامتحان الرسمي لاختيار الموظفين الحكوميين منذ ثماني سنوات. تفقد البطلة “جا-يونغ” إرادتها وطريقها في الحياة، لكن في يوم ما تصادف “هيون-جو” التي تمارس الرياضة ويعجبها جسد “هيون-جو” الجميل. تنضم “جا-يونغ” إلى النادي الذي تكون “هيون-جو” عضوة فيه وتبدأ ممارسة الرياضة. يبدو أن هذا الفيلم يؤكد الصورة النمطية التي تقول إن على المرأة أن تسعى إلى تجميل مظهرها، إلا أن الفيلم يطرح تساؤلا هو: “ما هي الحياة الفضلى؟”. ترفض البطلة رغبة الآخرين التي فُرضت عليها وتسعى إلى إيجاد رغبتها الحقيقية.

توسيع نطاق السرد
كشفت المخرجة “يون دان-بي” عن أول فيلم طويل لها «المضي قدما» في مهرجان بوسان السينمائي الدولي عام ٢٠١٩ وحصلت على أربع جوائز منه. كما أنها فازت عن فيلمها بجائزة أوسلر لأفضل فيلم في مهرجان تورنتو ريل السينمائي الدولي للأفلام الآسيوية وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وقالت لجنة تحكيم مهرجان تورونتو ريل السينمائي الدولي، “حصلنا على انطباع جيد عن الفيلم. ونجحت المخرجة يون في رسم العلاقة المعقدة بين أفراد العائلة المكونة من ثلاثة أجيال. ويشير فيلم «المضي قدما» إلى الحب بين أفراد العائلة من خلال إيماءاتهم الصغيرة ولحظات السعادة الهادئة والتغيرات ومشاعر الحزن التي يشهدونها”.

بالإضافة إلى ذلك، حصلت المخرجة “يون” على جائزة الموهبة الجديدة في مهرجان هونغ كونغ السينمائي للأفلام الآسيوية في دورته السابعة عشرة، والتي يمنحها المهرجان للمخرجين الشباب المبرزين من الدول الآسيوية، وغيرها من الجوائز في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية الأخرى.بطلة هذا الفيلم هي فتاة في سن المراهقة واسمها “ووك-جو”. يبدأ الفيلم بمشهد انتقال “ووك-جو” مع أخيها وأبيها إلى بيت جدها. تلعب “ووك-جو” دور المراقب في الفيلم الذي ينظر بعينها إلى أبيها الذي يعاني من صعوبات اقتصادية، وجدها الذي كان يعيش وحده في البيت المكون من طابقين ويعانون من صعوبة في التنقل، وعمتها التي تشعر بالأسف بسبب وضع “ووك-جو” وأخيها. ربما أن حياة هذه العائلة تُعد من القصص العادية التي يمكن أن نراها في أي مكان. مع ذلك، يركز الفيلم على التضامن بين أفراد العائلة هؤلاء الذي تشكله اللحظات التي قضوها معا في صيف ما. يرسم الفيلم مجموعتين من الأخوة؛ طفلين أخت وأخيها وبالغين أخت وأخيها (أبو “ووك-جو” وعمتها) بالتوازي مع تجاوز الحدود الزمنية.

تحاول الأفلام التي ذكرتها سابقا أن تثير اهتمام المشاهدين بالقضايا المعينة إلا أن فيلم «المضي قدما» يركز على نمو الفتاة الصغيرة ويحاول جعل المشاهدين يتعاطفون مع قصة هذه العائلة العادية. هكذا، تساهم طرق التصوير المتنوعة التي تقوم بها المخرجات الكوريات والقصص المختلفة التي تقودها الشخصيات التي لم تكن تحظى بشهرة بين الناس، في توسيع نطاق السرد النسائي في الصناعة السينمائية الكورية.

نام دونغ-تشول | مدير البرامج في مهرجان بوسان السينمائي الدولي

전체메뉴

전체메뉴 닫기