메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features > 상세화면

2018 AUTUMN

موضوع العدد

مقدمة للسلام؛ الانفراج بين الكوريتين في الثقافة الشعبيةموضوع العدد 3التبادل الرياضي.. نقطة تحول جديدة

لعبت الرياضة وما تزال تلعب دورا مهما في خلق أجواء من المصالحة في شبه الجزيرة الكورية المُقسمة، وذلك عن طريق تشكيل فرق رياضية موحدة، أو عن طريق دخول فريقي البلدين الاستوديوهات والصالات الرياضية معا تحت علم واحد في مراسم افتتاح الأحداث الرياضية العالمية الكبرى. وفي الآونة الأخيرة، شهدت شبه الجزيرة الكورية بوادر سلام بين الكوريتين، مما أعطى زخما جديدا لأنشطة التبادل الرياضي بين البلدين.

لعبت الالعبة الجنوبية " هيون جونغ-هوا( "يمين)والالعبة الشمالية " لي بون-هوي"بفريق موحد في الدورة الحادية واألربعين لبطولة العالم لتنس الطاولة التي انعقدت عام ١٩٩١ في تشيبا باليابان.وفاز الفريق الكوري الموحد على الفريق الصيني بنتيجة ثالثة مقابل اثنين في مسابقة الفريق النسائي. وكانت هذه أول مرة تلعب فيها الكوريتان بفريق موحد في حدث رياضي عالمي منذ انقسام البالد

فاز العَدّاء «سون غي-جونغ» (١٩١٢-٢٠٠٢) بالميدالية الذهبية في بطولة المارثون في الدورة الحادية عشرة من الألعاب الأولمبية الصيفية التي عُقدت في برلين عام ١٩٣٦، لكنه كان مضطرا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية تحت علم الإمبراطورية اليابانية. وقد وُلد «سون» في منطقة «سين وي جو» التي تقع حاليا في أراضي كوريا الشمالية وعمل في شركة في منطقة «دان دونغ» الصينية عندما كان عمره ١٦ عاما، حيث كان يقطع كل يوم مسافة ٢٠ (ليا)، وهي تعادل حوالي ٨ كيلومترات، بعبور نهر «آبروك» (يالو) الذي يقع بين «سين وي جو» و»دان دونغ».
كذلك اشتهر «كيم يونغ-سيك» (١٩١٠-١٩٨٥) بأنه لاعب كرة القدم ومدرب ومدير المنتخب الكوري الجنوبي، وقد وُلد «كيم» في منطقة «سين تشون» التي تقع في محافظة «هوانغ هاي» بكوريا الشمالية حاليا. وانتقل هذان الرياضيان إلى سيول في نفس الوقت تقريبا والتحقا بكلية «بوسونغ» التي أصبحت فيما بعد جامعة كوريا.
تحكي قصتا هذين الرياضيين أن التنقل بين الجنوب والشمال في شبه الجزيرة الكورية قبل سبعة عقود كان شيئا طبيعيا مثل التنقل بين برمنغهام ولندن أو بين شيكاغو ونيويورك ومثل التنقل بين أي مدينتين في البلد الواحد، إلا أن الحالة تغيرت تماما بعد تقسيم شبه الجزيرة الكورية واندلاع الحرب الأهلية الكورية عام ١٩٥٠.

التقسيم والحرب
في بدايات القرن العشرين، شهدت شبه الجزيرة الكورية الموجة الأولى من التصنيع والتحضر بالتزامن مع دخول الثقافة الغربية عن طريق اليابانيين المحتلين. ففي عام ١٨٩٧، بُني ملعب غولف ذو ٦ حفر في مدينة «أون سان» الصناعية التي تقع على الساحل الشرقي من أراضي كوريا الشمالية الحالية واشتهرت بوجود الميناء الرئيس في البلاد، وكانت المصانع تشجع عمالها وموظفيها على ممارسة مختلف أنواع الأنشطة الرياضية، لذلك كان لمعظم المصانع فرق كرة القدم. وفي مدينة إنتشون، وهي مدينة فيها ميناء كبير تجاور مدينة سيول، تشكلت العديد من الأندية الرياضية المتنوعة، منها أندية كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة بالتزامن مع تطور المدينة إلى مدينة صناعية حديثة.
وحينئذ، امتلكت «بيونغ يانغ» و»غيونغ سونغ»، وهو اسم قديم لـمدينة سيول خلال فترة الاحتلال الياباني، أفضل الفرق الرياضية وأكبر عدد من المشجعين للرياضة والأندية الرياضية. وقد قبلت «بيونغ يانغ» الثقافة الغربية في وقت مبكر بتأثير من الصين وبتأثير العلاقات الاستعمارية في قارة آسيا. وأما «غيونغ سونغ»، سيول الحالية فإنها اُعتبرت مركزا مهما في شبه الجزيرة الكورية يتوفر على الكثير من الموارد البشرية والمادية. وأصبحت هاتان المدينتان متنافسين رئيسين، ولا سيما في مجال كرة القدم. وأُطلق على المبارايات التي كانت تجري بين مدينتي «غيونغ سونغ» و»بيونغ يانغ» اسم «مباريات غيونغ بيونغ»، إذ كانت تجذب المباريات بين المدينتين المتنافستين أنظار الناس شأنها في ذلك شأن المباريات المثيرة التي تجري بين المدن المتنافسة في العالم.
واستمرت «مباريات غيونغ بيونغ» التي كانت تتخذ من قواعد الرياضية اليابانية قوانين لها، أي « نظام الذهاب والإياب» و»المباراة المنتظمة طبقا لجدول زمني محدد» حتى عام ١٩٤٦ بعدما استقلت كوريا عن الاحتلال الياباني. وكان التبادل بين المدينتين وأنديتها الرياضية نشطا جدا بحيث انتقل نجم كرة القدم المذكور آنفا «كيم يونغ-سيك» من نادي «غيونغ سونغ» إلى نادي «بيونغ يانغ» في الأربعينيات من القرن الماضي. ولو لم تُعانِ شبه الجزيرة الكورية من انقسام البلاد واندلاع الحرب الكورية، لربما استطعنا اليوم أن نرى تبادل لاعبي كرة القدم بين سيول وبيونغ يانغ وتدفق المشجعين إلى هاتين المدينتين لتشجيع نواديهم في مباريات الذهاب والإياب. ولكن، للأسف، لم يحدث ذلك خلال العقود السبعة الماضية.

يدخل العبو كرة السلة والمدربون من الكوريتين إلى صالة جونغ جو يونغ لأللعاب قيمت في ٤ يوليو عام ٨١٠٢، الرياضية في بيونغ يانغ للمشاركة في المباراة الودية التي أُ قيمت المباريات الودية لكرة السلة قيمت خالل يومين.و أُ وهي إحدى المباريات األربع التي أُ بين الكوريتين ألول مرة منذ عام ٣٠٠٢

وعلى الرغم من التوترات السياسية والعسكرية التي تلقي بظلالها الثقيلة على شبه الجزيرة الكورية منذ انقسام البلاد، فلم تتوقف الكوريتان عن التبادل والتعاون في مجال الألعاب الرياضية بشكل كامل، فالتبادل الرياضي بين الجانبين اُستؤنف عام ١٩٦٤، حيث ناقشت الكوريتان موضوع تشكيل فريق موحد لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو بناء على دعوة اللجنة الأولمبية الدولية. ومع ذلك، انتهت هذه المباحثات دون أي نتيجة ملموسة، ومنذ ذلك الحين، عُقدت جلسات الحوار بين الكوريتين بشأن التبادل الرياضي ١٣ مرة حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، لكنها انتهت جميعا دون تحقيق نتيجة مُرضية.

يدور الالعبون الجنوبيون والشماليون حول ملعب كرة القدم رافعين علم التوحيد بعد انتهاء " مباراة لتوحيد الكوريتين"التي أُقيمت على ملعب كأس العالم بسيول في ٧ سبتمبر عام ٢٠٠٢، التي كانت أول مباراة ودية بين الكوريتين منذ عام ٠٩٩١ وانتهت بالتعادل السلبي

تنافس وتعاون
من الناحية الأخرى، استمر التنافس بين الكوريتين في بعض الأحداث الرياضية العالمية، وقد فُوجئ العالم بتأهل المنتخب الكوري الشمالي إلى الدور ربع النهائي في الدورة الثامنة لبطولة كأس العالم التي انعقدت في بريطانيا عام ١٩٦٦، وكان هذا المنتخب يضم العديد من لاعبي نادي «تشولي ما» الكوري الشمالي لكرة القدم الذي يدل اسمه على الحصان الأسطوري المجنح.
ولما كانت الكوريتان تنظران إلى التنافس الرياضي على أنه امتداد للتنافس السياسي بينهما، فقد أدى النجاح المفاجئ الذي حققته كوريا الشمالية في بطولة كأس العالم إلى تشكيل نادٍ لكرة القدم في كوريا الجنوبية تحت مظلة وكالة الاستخبارات المركزية عام ١٩٦٧.وكان الهدف الرئيس لتأسيس هذا النادي ليس تحقيق الإنجازات في كأس العالم أو كأس الاتحاد الآسيوي، بل التفوّق على الفريق الشمالي والانتصار عليه.
حينئذ، لم تجد وكالة الاستخبارات صعوبة في جمع اللاعبين الموهوبين لأن معظم لاعبي كرة القدم المميزين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية في القوات البرية والبحرية والجوية، وحظي هذا النادي بكل المساعدة والدعم من الحكومة، إلى درجة أنّ أعضاء النادي قضوا ١٠٥ أيام في أوروبا للتدريب خارج الموسم في عام ١٩٦٩ وحده.

وكان «كيم يونغ-سيك» هو مدير النادي أثناء التدريب خارج الموسم، وهو كما ذكرنا سابقا نجم كرة القدم الذي وُلد في أراضي الشطر الشمالي. وكان أصغر المهاجمين سنا في هذا النادي هو «لي هوي-تيك»، وأصبح «لي» لاحقا مدرب المنتخب الوطني للدورة الرابعة عشرة لبطولة كأس العالم التي انعقدت في إيطاليا عام ١٩٩٠، وقد قام «لي» بزيارة لبيونغ يانغ بمناسبة «مباراة توحيد الكوريتين»، وقد أُقيمت المباراة في ١١ أكتوبر عام ١٩٩٠ وحضرها «لي» بصفته مستشارا للفريق الكوري الجنوبي، وهناك اجتمع بأبيه لأول مرة منذ ٤٠ عاما بفضل مساعدة «باك دو-إيك»، وهو بطل كوري شمالي في كأس العالم ١٩٦٦ الذي أُقيم في بريطانيا وأصبح صديقا لـ»لي» بعد أن اجتمعا عدة مرات في المباريات الدولية. وكان أبو «لي» قد انتقل إلى الشمال خلال الحرب الكورية وكان عمر «لي في ذلك الوقت أربعة أعوام. وأعدّ الوالد لابنه أطعمة عيد الميلاد بمناسبة عيد ميلاده الذي صادف اليوم التالي لاجتماع لَمّ الشمل.
وعلى الرغم من أن الأحداث الرياضية الدولية كانت مسرحا للصراع الأيديولوجي بين الكوريتين، فهناك العديد من الحالات المتشابهة التي تشير إلى مأساة انقسام البلاد، ففي مناسبة انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ١٩٦٤ في طوكيو، التقت «سين غوم-دام»، وهي عداءة كورية شمالية سجلت رقما قياسيا عالميا في سباقي ٤٠٠ متر و٨٠٠ متر، بأبيها «سين مون-جون» بعد ١٤ عاما من لجوئه مفردا إلى الجنوب خلال الحرب الكورية، وقد جذب هذا اللقاء المثير الذي لم يدم إلا بضع دقائق أنظار العالم، وأدى إلى تأليف أغنية شعبية مستوحاة منه.
وفي بانكوك التقى المنتخب الجنوبي لكرة القدم بنظيره الشمالي في الدور النهائي لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الآسيوية ١٩٧٨، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وعندما لم يحرز أي من الفريقين الفوز في المبارة وفي الشوطين الإضافيين وانتهت المباراة بنتيجة صفر مقابل صفر، اُعتبرت النتيجة فوز الفريقين بالميدالية الذهبية. وكشف حفل توزيع الميداليات عن حدة الخصومة والعداوة بين الكوريتين، فعندما سمح قائد المنتخب الجنوبي «كيم هو-غون» لنظيره الشمالي «كيم جونغ-مين» بالصعود قبله إلى المنصة، وتبعه «كيم هو-غون» لأخذ مكانه إلى جانبه على المنصة، رفض قائد المنتخب الشمالي إفساح مجال له، كما قام بدفعه أيضا عن حافة المنصة حارس مرمى المنتخب الشمالي «كيم غوانغ-إيل».
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لم تستخدم حكومتا الكوريتين الرياضة كوسيلة لتعزيز السلطة وإطالة مدة الحكم فحسب، بل أنهما أيضا استخدمتا جميع القضايا المتعلقة بالكوريتين في سبيل ذلك، أما عقد الثمانينيات من القرن الماضي فقد شهد استغلال كلا الجانبين التبادل الرياضي لتعزيز مكانة حكومته داخل البلاد وخارجها لتحسين صورتها في العالم، لأنهما سعتا إلى إظهار تفوق نظاميهما في ذلك الوقت.

على الرغم من التوترات السياسية والعسكرية التي تهيمن على شبه الجزيرة الكورية منذ انقسام البلاد، فلم تتوقف الكوريتان أبدا عن التبادل والتعاون في مجال الألعاب الرياضية.

يلعب الفريق الموحد الكوري لهوكي الجليد للسيدات في دورة األلعاب األولمبية الشتوية ٨١٠٢ في بيونغ تشانغ جاذبا أنظار العالم.وكتبت وكاالت األنباء األجنبية تعليقات على الفريق الموحد، منها " ص َ نع التاريخ"و"حقق االنتصار للسالم"على الرغم من خسارته.

السياسة والرياضة
بدأ التبادل الرياضي بين الكوريتين يحرز نتائج ملموسة في عام ١٩٩٠، حين أطلقت الحكومة الكورية الجنوبية في عهد الرئيس «رو تاي-أو» مبادرة «السياسة تجاه الشمال» التي انسجمت مع اتجاهات ما بعد الحرب الباردة وسلطت الضوء على أنشطة التبادل بين الكوريتين وخصوصا في مجال الرياضة. وفي أكتوبر ١٩٩٠، وقررت الكوريتان إقامة «مباراة كرة القدم للتوحيد» مرة في بيونغ يانغ ومرة أخرى في سيول. وذكر لاعب خط الوسط الجنوبي «كيم جو-سونغ» الذي شارك في المباراة التي أقيمت في ملعب «رونغ را دو في الأول من مايو في « بيونغ يانغ في مقابلة معه « أعجبني سكان مدينة بيونغ يانغ الذين حملونا على أكتافهم وساروا بنا حوالي كيلومتر من مطار «سون آن» الدولي. وهذه الحادثة تركت في نفسي انطباعا لا يمكن أن أنساه».
وقد أثر التبادل الرياضي تأثيرا إيجابيا على العلاقات بين الكوريتين، إذ وقّعت الدولتان على «الاتفاقية الخاصة بالمصالحة وعدم الاعتداء والتبادل والتعاون» التي تُدعى اختصارا بـ»الاتفاقية الأساسية بين الكوريتين» بمناسبة الدورة الخامسة للحوار الرفيع المستوى التي عُقدت في ١٣ ديسمبر عام ١٩٩١. وساهمت هذه الاتفاقية التاريخية مساهمة بالغة ولا تزال تساهم في الحوار والمفاوضات بين الكوريتين.
وفي ظل أجواء المصالحة، اتفقت الكوريتان على تشكيل فريق موحد في بطولة العالم لتنس الطاولة عام ١٩٩١ في تشيبا باليابان. وفاز الفريق الموحد المكون من اللاعبة الجنوبية «هيون جونغ-هوا» واللاعبة الشمالية «لي بون-هوي» على الفريق الصيني المدافع عن اللقب بنتيجة ثلاثة مقابل اثنين ليكسب الميدالية الذهبية لمسابقة الفريق النسائي. ولاحقا، أُنتج فيلم يصور هذه القصة المثيرة.
وفي يونيو من ذلك العام، لعبت الكوريتان بفريق موحد في بطولة كأس العالم لكرة القدم للشباب التي انعقدت في البرتغال ونجح الفريق في الوصول إلى دور ربع النهائي. غير أن التبادل الرياضي بين الكوريتين الذي أحرز تقدما تدريجيا قد توقف لمدة طويلة في أعقاب موت الزعيم الشمالي «كيم إيل-سونغ» عام ١٩٩٤ والأزمة الاقتصادية الحادة التي اجتاحت كوريا الشمالية.
واستأنفت الكوريتان أنشطة التبادل الرياضي بعد القمة التاريخية بين الرئيس الجنوبي «كيم داي-جونغ» والزعيم الشمالي «كيم جونغ-إيل» التي عُقدت في يونيو عام ٢٠٠٠ في بيونغ يانغ، حيث صدر عنها «إعلان ١٥ يونيو المشترك بين الكوريتين الجنوبية والشمالية».
ولأول مرة دخل وفدا الكوريتين جنبا إلى جنب في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أُقيمت في سيدني في العاشر من سبتمبر من ذلك العام. كما أن وفديهما دخلا معا في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام ٢٠٠٢ ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية في آوموري ودورة الألعاب الصيفية للجامعات في دايغو عام ٢٠٠٣ ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية في أثينا عام ٢٠٠٤.

كما عُقدت «مباراة توحيد الكوريتين» في ملعب كأس العالم بسيول في سبتمبر عام ٢٠٠٢، حيث تبادل اللاعب الجنوبي «تشو تاي-أوك» القميص والحذاء الرياضي مع اللاعب الشمالي «لي غانغ-إين» بعد انتهاء المباراة، على الرغم من تحذير الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم تبادل القمصان لأسباب صحية، وترمز لحظة تبادل القمصان والأحذية بين اللاعبين الجنوبي والشمالي إلى أن الشعب الكوري الجنوبي والشمالي شعب واحد.

.1 يسير الكوريون معا تحت العلم الموحد في مراسم افتتاح دورة األلعاب األولمبية الشتوية في ٩ فبراير عام ٨١٠٢.وبعثت كوريا الجنوبية التي استضافت األولمبياد ٥٤١ رياضيا في ٥١ لعبة، في حين أرسلت كوريا الشمالية ٢٢ رياضيا في ٥ ألعاب

أمل جديد بالسلام
منذ عام ٢٠١١، خطت كوريا الشمالية خطوة جديدة نحو دولة رياضية قوية في العالم مسلطة الضوء على ألعاب كرة القدم بالتحديد. وأصبحت الثقافة والرياضة من أولويات الحكومة الشمالية التي تهدف إلى بناء «دولة اشتراكية متحضرة». وفي عام ٢٠١٥، ذهب الزعيم الشمالي «كيم جونغ-أون» إلى المطار لاستقبال المنتخب النسائي الشمالي لكرة القدم وتقديم التهنئة له بعد فوزه في بطولة شرق آسيا لكرة القدم للسيدات. ويبذل الزعيم الشمالي جهودا حثيثة في بناء المرافق والمنشآت الرياضية الكبيرة الحجم، منها ملعب « الأول من مايو رونغ را دو « وملعب «يانغ غاك دو» وملعب الغولف في بيونغ يانغ ومنتجعا التزلج في «ما سيك ريونغ» و»سام جي يون». وسمحت الحكومة الشمالية برفع العلم الكوري الجنوبي وعزف النشيد الوطني الكوري الجنوبي على أراضي كوريا الشمالية لأول مرة بمناسبة بطولة كأس آسيا لرفع الأثقال في بيونغ يانغ في سبتمبر عام ٢٠١٣.
وتشهد كوريا الشمالية تغيرات سياسية ملحوظة بقيادة الزعيم الجديد «كيم جونغ-أون». وفي هذا الصدد، زار وفد من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين كوريا الجنوبية لحضور دورة الألعاب الآسيوية في إنتشون عام ٢٠١٤، كما أن وفدا شماليا كبيرا من الرياضيين والمشجعات شارك أيضا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي عُقدت في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية عام ٢٠١٨، حيث لعبت الكوريتان بفريق نسائي موحد في مباريات الهوكي على الجليد. وفي ٤ يوليو عام ٢٠١٨، أقامت الكوريتان مباراة كرة سلة ودية في بيونغ يانغ. وتجري محادثات بينهما أيضا لإحياء «مباراة غيونغ بيونغ» وإقامة مباراة كرة القدم بين العاصمتين الجنوبية والشمالية. ومجمل القول، إن التبادل الرياضي بين الكوريتين يكتسب زخما جديدا وسط أجواء من الحوار والجهود المبذولة لبناء السلام.



«شعب واحد!»

في فبراير من هذا العام، بعثت كوريا الشمالية ٢٢٩ مشجعة إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أُقيمت في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية كجزء من وفدها الرسمي، وكان عدد المشجعات اللواتي شجعن كلا الكوريتين يزيد بحوالي عشر أضعاف على عدد الرياضيين الشماليين المشاركين في هذه الدورة البالغ عددهم ٢٢ رياضيا. كما أن كوريا الشمالية أرسلت وفدا من الفنانين يتكون من حوالي ١٤٠ موسيقيا ومغنيا وراقصا من الدرجة الأولى لتقديم حفلتين في سيول وغانغ نونغ.

.يرحب المتفرجون الكوريون الجنوبيون بفريق التشجيع الكوري الشمالي في دورة األلعاباألولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، كذلك فقد جذبت المشجعات الكوريات الشماليات أعدادا هائلة من الناس داخل المالعب األولمبية وخارجها.

تجذب المشجعات الشماليات أنظار العالم نظرا لجمالهن الفائق فضلا عن الوضع المتقلب والمتوتر في شبه الجزيرة الكورية والطبيعة الغامضة للنظام المنغلق في بيونغ يانغ. وهؤلاء المشجعات الجميلات يساهمن في تخفيف حدة التوتر وإبراز الأجواء السلمية بين الكوريتين كعنصر رئيس لما يُدعى بـ»الهجوم الساحر» لكوريا الشمالية.
وكما توقعنا، فإن فريق المشجعات الشماليات لم يحظ باهتمام كبير من كوريا الجنوبية فحسب، بل من العالم كله أيضا. واستقطبن أعدادا هائلة من الناس أينما ذهبن، سواء أكان ملعبا رياضيا أم موقعا سياحيا، حيث غطت وسائل الإعلام كل أنشطتهن.

الزيارة الرابعة
في الماضي، بعثت كوريا الشمالية فريق المشجعات أيضا إلى الأحداث الرياضية العالمية الرئيسة التي عُقدت في آسيا، مثلما أرسلت هذا الفريق إلى الدورة الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، وهو ما حصل للمرة الرابعة؛ الأولى كانت في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام ٢٠٠٢ والثانية في دورة الألعاب الصيفية للجامعات في دايغو عام ٢٠٠٣ ومرة ثالثة في بطولة الألعاب الرياضية الآسيوية في إنتشون عام ٢٠٠٥.
ويبدو أن إرسال فريق المشجعات إلى الأحداث الرياضية التي تُقام خارج البلاد يحظى باهتمام بالغ داخل كوريا الشمالية كذلك، لأن عضوات الفريق يحصلن على فرصة نادرة للقيام بزيارة خارج البلاد فضلا عن فرصة لارتقاء على السلم الاجتماعي في البلاد. فلا عجب إذن أن تكون هناك منافسة حادة للانضمام إلى فريق المشجعات. ويتم اختيار عضوات الفريق بشكل رئيس ضمن طالبات مدارس الفنون في بيونغ يانغ وفقا لمعايير صارمة، منها مظهر جميل وخلفية عائلية واجتماعية وولاء للدولة.
وهناك عبارة شائعة في المجتمع الكوري «نام نام بوك نيو»، وتعني «رجال الجنوب أكثر وسامة ونساء الشمال أكثر جمالا». ربما لهذا السبب خطفت المشجعات الكوريات الشماليات أنظار الجميع ونال بعضهن شهرة كبيرة لتكون نجمة ساطعة، فمثلا حظيت «ري يو-غيونغ» التي كانت رئيسة فريق التشجيع الذي زار كوريا عام ٢٠٠٢ و»تشاي بونغ-إي» التي كانت أصغر عضوات الفريق سنا، بشعبية كبيرة حتى لقد تشكلت نوادٍ للمعجبين بهما على الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، حظيت «ري سول-جو»، السيدة الأولى في كوريا الشمالية حاليا، باهتمام كبير من الناس، وعندما زارت كوريا الجنوبية لأول مرة للمشاركة في إحدى الفعاليات التي نظمها الصليب الأحمر لصالح الشباب الكوريين الجنوبيين والشماليين عام ٢٠٠٣، جذب جمالها أنظار الناس. وبعد ذلك، حضرت «ري» اجتماع المعلمين الكوريين الجنوبيين والشماليين الذي انعقد في جبل «غوم غانغ» بكوريا الشمالية عام ٢٠٠٤ وكانت عضوة فريق التشجيع الذي أُرسل إلى بطولة الألعاب الرياضية الآسيوية التي عُقدت في إنتشون عام ٢٠٠٥. حينئذ، قالت «ري» في مقابلة، «أحلم بالالتحاق بفرقة الفنون». ومن المعروف أنها انضمت إلى فرقة «مو ران بونغ» بعد ذلك وتزوجت من الزعيم الشمالي «كيم جونغ-أون» في حوالي عامي ٢٠١١ و٢٠١٢.
لكن، الاهتمام الذي اكتسبه فريق المشجعات الشماليات لم يكن إيجابيا خالصا، بل إنه في بعض المناسبات ترك انطباعا سلبيا عند المشاهدين، فمثلا عندما زار الفريق كوريا الجنوبية بمناسبة دورة الألعاب الصيفية للجامعات في دايغو عام ٢٠٠٣، أثار جدلا بين الناس بعدما انفجرن جميعا بالبكاء قائلات « يَبْتَلّ وجه زعيمنا العظيم. لا يمكننا أن نتركه هكذا»، عندما رأين أثناء سيرهن بالحافلة لافتة مبللة بالمطر عليها صُور الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ-أون»، وقد تم إنزال اللافتة بشكل عاجل.

.تغني المشجعات الكوريات الشماليات ويهتفن لتشجيع الفريق الكوري في سباق السيدات، وقد جذبن األنظار بالحركات والهتافات المتزامنة تماما.

شعبية وجدل
في بداية الدورة الأولمبية الشتوية بـ»بيونغ تشانغ»، أثار فريق المشجعات الجدل بسبب الأقنعة التي استخدمنها في إحدى المسابقات كأدوات للتشجيع. وواجه فريق المشجعات الشماليات انتقادات شديدة من فئات المحافظين بسبب ارتدائهن ما ظُنّ أنه أقنعة تحمل وجه الزعيم الشمالي الراحل «كيم إيل-سونغ»، حيث ادعى المحافظون الكوريون الجنوبيون أن المشجعات الكوريات الشماليات استخدمن الأقنعة التي تذكّر بوجه «كيم إيل-سونغ» الشاب لنشر الدعاية السياسية.
وقد نفت الحكومتان الجنوبية والشمالية هذا الادعاء لأن هذه الأقنعة تُمثّل وجه ممثل كوري شمالي مشهور ولا تتعلق بأي أغراض سياسية. وأكدتا أن الكوريين الشماليين لا يجرؤون على صنع قناع يحمل صورة «القائد الأعلى» وبالتأكيد لن يثقبوا فتحة فيه.
وقبل ذلك، في المباراة التجريبية بين المنتخبين الكوري الجنوبي والشمالي لهوكي الجليد للسيدات، ظهر «علم شبه الجزيرة الكورية الموحدة» وفيه جزيرة «دوكدو»، وهي جزيرة صغيرة متنازع عليها بين كوريا الجنوبية واليابان. وتقدمت الحكومة اليابانية باحتجاج، وحثت اللجنة الدولية الأولمبية على إزالتها من العلم خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وتلقت الحكومة الكورية الجنوبية طلب اللجنة وفي مراسم الافتتاح سار الرياضيون من الكوريتين جنبا إلى جنب خلف علم شبه الجزيرة الكورية الموحدة الذي لا تظهر فيه جزيرة «دوكدو».

إلا أن الحكومة الشمالية واصلت الاحتجاج على ذلك، قائلة «لا يوجد أي مشكلة في أن نصور الأراضي التي كانت دائما تنتمي إلى بلادنا على علمنا». ورفعت المشجعات الشماليات علم شبه الجزيرة الكورية الموحدة الذي يتضمّن جزيرة «دوكدو» إلى جانب العلم الكوري الشمالي في جميع المباريات.
وفي الماضي، كانت زيارة المشجعات الكوريات الشماليات خبرا كبيرا بحد ذاته. ففي زيارتهن الأولى عام ٢٠٠٢، تجمع آلاف المواطنين الكوريين في الميناء لمشاهدة السفينة التي جاء على متنها الفريق. وفي الملاعب الرياضية، كان المتفرجون يصفقون بحرارة لحركات فريق التشجيع الموحد ويقلدون حركاتهن الراقصة.
وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في «بيونغ تشانغ»، التقى المواطنون الكوريون الجنوبيون بالمشجعات الكوريات الشماليات من جديد لأول مرة بعد ١٣ عاما، وكنّ ما زلن يحظين باهتمام كبير في كل مباراة يحضرنها، ويؤدين حركات راقصة موحدة مرددات شعارات مثل «شعب واحد!» و»دعونا نتحد!» ويغنين الأغاني الفلكلورية المألوفة لكلا الجانبين الجنوبي والشمالي. لكن، يبدو أنهن لم يبدين أي اهتمام بأغاني البوب الكوري الجنوبي التي ملأت جنبات الملاعب. وكنّ لا يولين أي اهتمام بالتشجيع عندما تكون الفعاليات الرياضية بين دول لا تشترك الكوريتان فيها، فيتركن الملاعب فور انتهاء المباريات التي يشارك فيها فرق الكوريتين.
وأعرب المتفرجون الكوريون الجنوبيون عن آراء مختلفة حول فريق التشجيع الشمالي، فقال بعضهم إن المشجعات الشماليات يبدون وكأنهن «ماكينات أو دمى» ويذكرن بـ»جزيرة معزولة». وأشار البعض «يبدو أنهن محبوسات في عالمهن الصغير». ربما كانت الاستفزازات النووية الكورية الشمالية التي استمرت حتى قبل أشهر من افتتاح الدورة الأولمبية الشتوية والخلافات بشأن التشكيل العاجل للفريق الموحد الكوري لهوكي الجليد للسيدات أثرت تأثيرا سلبيا على الرأي العام الكوري الجنوبي.

جونغ يون-سوناقد رياضي وأستاذ يف كلية الدراسات العليا للثقافة جبامعة سونغ كونغ هوي
كيم يونغ-روك مراسل صحيفة تشوسون الرياضية

전체메뉴

전체메뉴 닫기