أصبحت فرقة الفتيان الكورية المكونة من سبعة أعضاء قوة رائدة تجذب ملايين المعجبين من مختلف أرجاء العالم. ويثير هؤلاء السبعة موجة يمكن مقارنتها بموجة الجنون التي أثارتها فرقة البيتلز البريطانية في الستينيات من القرن الماضي. لكن، من أين نبعت هذه الظاهرة؟

عن نفسك" في ٤ من مايو عام ْ نفسك؛ عبر ْ دشنت فرقة بي تي إس جولة حفالت موسيقية عالمية حملت الشعار "أحب ٢٠١٩ وأقامت ضمن هذه الجولة حفلة غنائية في ملعب روز بول بمدينة لوس أنجلوس األمريكية واختتمت الجولة بنجاح في حفلة في ملعب إكوبا في محافظة شيزوكا باليابان. وقد استقطبت هذه الجولة الناجحة حوالي ٨٦٠ ألف معجب من ٨ شرت هذه الصورة على حساب بي تي إس في موقع فيسبوك بمناسبة "حفلة بي تي إس ٢٠١٩" التي أُقيمت في ُ مدن. ون بداية يونيو لالحتفال بالذكرى السادسة لصدور أول ألبوم للفرقة.© بيغ هيت إنترتينمنت

يجد كل شاب أغنية مفضلة له في موسيقى مغنٍ معين أو مطربا مفضلا له في فرقة معينة. وهناك افتراض أن الفنانين الأكثر شهرة في العالم ينتمون إلى الشركات الكبرى لإنتاج الموسيقى ويغنون باللغة الإنجليزية التي تُعد لغة التواصل المشترك العالمية. إلا أن بي تي إس التي تُدعى أيضا فتيان بانغتان قلبت هذا الافتراض رأسا على عقب. فهذه الفرقة الكورية تنتمي إلى شركة إنتاج متواضعة ويغني أعضاؤها باللغة الكورية التي تبلغ نسبة الناطقين بها من سكان العالم أقل من واحد بالمائة. كما أنها لا تتفق مع السمات العامة لنوعها المسمى بـ»كي-بوب».

مشاهد من فيديو أغنية »الدم والعرق والدموع«، وهي األغنية الرئيسة في األلبومالثاني لبي تي إس »األجنحة« الذي صدر عام ٢٠١٦. تعتمد هذه األغنية على روايةهرمان هيسيه المشهورة »دميان؛ قصة الشاب إيميل سنكلير«

ألحان .. تتخطى الحدود
على الرغم من أن أغاني بي تي إس مبنية على التجارب والمحن التي واجهها أعضاؤها أثناء نشأتهم في كوريا، فإن جوهر أغانيهم هو ألحانها العاطفية التي يصنعها سبعة أعضاء، أر إم وشوغا وجين وجاي هوب وفي وجيمين وجونغوك، ويمكن أن يستمتع بها الناس بغض النظر عن جنسياتهم أو الثقافة التي ينتمون إليها. يسرد هؤلاء السبعة الشك الذاتي والضغط الذي يمارسه الآباء والأحلام التي لم تتحقق والإخفاقات التي عايشوها وبعض خبراتهم الخاصة. وتعطي أفكارهم وعواطفهم المعجبين بهم ثقة بأنهم ليسوا وحدهم. ويُشار إلى أن اسم الفرقة «بي تي إس» اسم مختصر لـ»بانغتان سونيوندان» وهو يعني فرقة الفتيان المقاومين للرصاص ويرمز إلى المقاومة والحماية.

في العصر الذي تسوده مواقع التواصل الاجتماعي، يتضخم تأثير بي تي إس في العالم بفضل معجبيهم في كل أرجاء العالم الذين يدعون «آرمي»، وهو اسم مختصر يعني «ممثلي الشباب المحبوبين». وإذا أطلقت بي تي إس أغاني جديدة أو فيديوهات موسيقية جديدة قام آرمي بترجمتها فورا وتحليلها وتفسيرها ومشاركتها بلغات مختلفة مع المعجبين الآخرين، ويبدو أن الحواجز اللغوية والمادية غير موجودة بين أعضاء آرمي. وكذلك، هناك قاموس كي-بوب الذي يقدم شرحا للكلمات والعبارات الكورية ومنها كلمة «بايب سي» التي تعني طيرا صغيرا ويرمز إلى شيء ضعيف وضئيل، والكلمة «هوك سوجو» التي تعني حرفيا ملعقة من تراب، نظير تعبير ملعقة من ذهب، وترمز إلى شخص وُلد في عائلة فقيرة.

طبعا، تحظى الكثير من فرق كي-بوب بشعبية كبيرة منذ نشوئها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. غير أن الاهتمام بفتيان بانغتان لم يسبق له مثيل. اُختيرت بي تي إس كأفضل فرقة فنية اجتماعية لجائزة بيلبورد الموسيقية للسنة الثالثة على التوالي. وأصبحت ثاني فرقة تدخل ثلاثة ألبومات لها في قائمة بيلبورد ٢٠٠ في غضون سنة بعد فرقة البيتلز البريطانية. كما أن مجلة تايم الأمريكية صنفتها ضمن قائمة «قادة الجيل القادم» وقائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا على الإنترنت.

وقال الاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية الذي يقود صناعة الموسيقى العالمية، «ساهم النجاح الذي أنجزه كل من دريك وبي تي إس وأريانا غراندي في تحقيق أكبر الإيرادات في صناعة الموسيقى منذ عشر سنوات. والآن، تبلغ قيمة سوق الموسيقى حوالي ١٩ مليار دولار أمريكي وتقترب من المستوى الذي تم تسجيله عام ٢٠٠٦». وأضاف، «نجت صناعة الموسيقى من التدهور الذي بدأت فيه قبل عقد بفضل الزيادة الهائلة في عدد الاشتراكات في خدمات بث الموسيقي على الإنترنت».

وعلاوة على ذلك، في كوريا، أصبح أعضاء فرقة بي تي إس أصغر الفائزين سنا بوسام الجدارة الثقافية الذي منحه رئيس الجمهورية الكورية لتكريم المساهمات في نشر الثقافة الكورية واللغة الكورية. وأشار معهد هيونداي للبحوث أن هذه الفرقة تدرّ عوائد سنوية قدرها ٣.٦ مليار دولار أمريكي على الاقتصاد الكوري. كما أنهم يُعدون الفنانين الأكثر مبيعا في التاريخ وألبومهم «الشخصية؛ خريطة الروح» هو الألبوم الأكثر مبيعا.

مشاهد من فيديو أغنية »الدم والعرق والدموع«، وهي األغنية الرئيسة في األلبومالثاني لبي تي إس »األجنحة« الذي صدر عام ٢٠١٦. تعتمد هذه األغنية على روايةهرمان هيسيه المشهورة »دميان؛ قصة الشاب إيميل سنكلير«© بيغ هيت إنترتينمنت

تحطيم القوالب النمطية
نهضت أسطورة بي تي إس من رحم الفشل. ففي عام ٢٠١٢، فشل المدير التنفيذي لشركة بيغ هيت إنترتينمنت بانغ سي–هيوك في قيادة فرقة الفتيات المسماة بـ»غْلام». وبذل بانغ جهوده لإيجاد سبل لإنقاذ أعماله وقرر أن يتخلى عن الطرق التقليدية لتدريب «آيدول» وإدارتهم التي سادت في صناعة كي-بوب آنذاك.

وقبل ظهور بي تي إس، حصلت بعض فرق آيدول الكورية على شعبية كبيرة خارج البلاد، إلا أن بعض النقاد الفنيين صوب سهام نقده قائلا إنها مجرد منتجات صناعية تشبه الأشياء التي تصنعها المصانع التي يتحمل فيها الشباب ضغوط المنافسة الشرسة وفترة التدريب الطويلة. وكانت وسائل الإعلام الأجنبية تنظر إلى فرق كي-بوب من وجهة النظر هذه باستمرار. وعندما انتحر جونغ-هيون، المغني الرئيس في فرقة شايني في ديسمبر عام ٢٠١٧، وصفت مجلة فارايتي صناعة الترفيه في كوريا بأنها تشبه ألعاب الجوع».

وقد سعى بانغ المدير التنفيذي لشركة بيغ هيت إلى تحليل سوق الموسيقى آخذا بعين الاعتبار أسباب النجاح الذي حققته الشركات العملاقة في صناعة الموسيقى الشعبية، وتحديدا فرقة بيغ بانغ لشركة واي جي إنترتينمنت وفرقة إكسو لشركة إس إم إنترتينمنت. ووصل إلى نتيجة مؤداها أنه لا ينبغي أن يكتفي بإنتاج آيدول بل يجب عليه أن يسعى إلى إنتاج الفنانين.

وعملت شركة بيغ هيت على إنتاج فرقة تحظى بشعبية على المدى الطويل وليس فرقة عادية قد ينجح قليل من أغانيهم وينال شعبية لفترة ما. ورأى بانغ أن من المهم أن يساعد المتدربين في تطوير قدراتهم على صنع أغانيهم بأنفسهم. ونجحت هذه الفكرة التي تتمثل بالتحول من آيدول إلى فنان ذي قدرة ذاتية وبثت طاقة جديدة في صناعة كي-بوب التي واجهت الانتقادات من الصحف الأجنبية.

لا شك أن بانغ الذي اشتهر بلقبه «هيت مان» الذي يعني «صانع الأغاني المشهورة» لعب دورا مهما في صنع شهرة فرقة بي تي إس. ولهذا، حصل على الثناء الرئاسي في جائزة جمهورية كوريا للمحتويات في عام ٢٠١٧ واختارته مجلة فارايتي ليكون القائد الموسيقي العالمي في عام ٢٠١٨. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية وضعته هو وفرقة بي تي إس ضمن المجموعة المختارة التي لها حق التصويت لجائزة غرامي لعام ٢٠٢٠.

ْ مشهد من فيديو أغنية »الحب المزيف«، وهي األغنية الرئيسة لأللبوم الثالث لبي تي إس »أحب نفسك؛ الدموع«. تُوصف هذه األغنية بـ"الهيب هوب العاطفية" ألنها تسرد مشاعر القلق والكآبة.© بيغ هيت إنترتينمنت

العقل والروح
اعتاد بانغ أن يطرح أسئلة على أعضاء بي تي إس منذ أيام التدريب، ومنها «ما الذي تهتمون به في هذه الأيام؟»، أو «هل لديكم شيء تريدون قوله؟». هكذا كان يشجعهم على الاهتمام بإبراز ما في داخلهم وإيجاد قصتهم الأصلية.

في الماضي، كان معجبو كي-بوب يفضلون فرق آيدول التي أظهرت قدرتهم الفائقة في الغناء والرقص، غير أن فتيان بانغتان لا يكتفون بتعزيز قدراتهم على الغناء والرقص لتحقيق أداء أفضل، بل يهتمون بالتعبير عن آرائهم الشخصية وأفكارهم ووجهات نظرهم تجاه القضايا الاجتماعية. لأنهم يعرفون أنه لولا ذلك، لما كان باستطاعتهم أن يصبحوا نجوما في موسيقاهم.

وتطلب شركة بيغ هيت من أعضاء فرقة بي تي إس تطوير قدراتهم الإبداعية التي لم تُعد من مقتضيات آيدول النمطية. لذلك عليهم أن يكونوا قادرين على ترجمة الموسيقى وكل ما يحيط بهم من أشياء بطريقتهم الخاصة ليكونوا مبدعين. ويتوفر أر إم وشوغا وغيرهما من أعضاء الفرقة على هذه الموهبة وهذا الاستعداد العقلي والفطري لتحويل كل ما يحيط بهم إلى فن وموسيقى.

لقد سعى أعضاء بي تي إس ولا يزالون إلى بناء هذه القدرة منذ أيام تدريبهم الأولى. وأظهروا في مقابلات صحفية وتلفزية أنهم يحبون أن يعبروا عن آرائهم حول الموسيقى، ويعود سبب ذلك إلى أنهم يدخلون مع أنفسهم في نقاشات لا نهاية لها من خلال قراءة الكتب والتأمل الذاتي.

ونجد الأعضاء السبعة يسردون في أغانيهم التحديات والصعوبات التي تواجه الشباب والصحة النفسية والإخفاقات المؤسسية والشباب الذين يفقدون آمالهم ويطوّقهم اليأس. بعبارة أخرى، نجد أن أغانيهم ترفع وعي المستمعين بالقضايا الاجتماعية بغض النظر عن الجنسية والثقافة. ويقول المعجبون بهم في شتّى أرجاء العالم إن أغاني بي تي إس تعطيهم الأمل والقدرة وتعالج الجروح التي تنطوي عليها قلوبهم.

يقول أر إم، وهو قائد الفرقة، «أعتقد أن الجمهور اليوم ذكي جدا. إن أعضاء الجمهور يستطيعون أن يميزوا بين الصدق والكذب». وأضاف: «نلتزم بأداء مهامنا كفنانين. وفي الوقت نفسه، نبذل جهودا لنقل مشاعرنا الحقيقية إلى المعجبين بشكل أفضل عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

يُعد «الهيب هوب» أفضل وسيلة لسرد حكاياتهم لأن الهيب هوب يتطلب أن يؤلف المغنون أغانيهم بأنفسهم بناء على خبراتهم وتجاربهم الخاصة فيخلقون شخصياتهم القوية للأداء استنادا إلى ما يريدون أن يقولوه من داخلهم. لقد انضم أر إم وشوغا إلى مجال الهيب هوب قبل أن يصبحا عضوين في فرقة بي تي إس. لقد أطلقت هذه الفرقة أول ألبوم لها عام ٢٠١٣ الذي يُعد عاما للهيب هوب ووصلت شعبية مغني الهيب هوب، ومنهم كانيي ويست وكيندريك لامار، إلى ذروتها. ويمكن القول إن أغاني بي تي إس تأثرت بالهيب هوب بشكل كبير ويعود سبب ذلك ليس إلى الميول الشخصية لأعضائها فحسب، بل إلى الاستراتيجية التسويقية التي اتخذتها الشركة لكي تتقدم إلى الأمام أيضا.

لكن، لم يتحقق النجاح بين ليلة وضحاها. إذ واجهت بي تي إس صعوبة في المنافسة مع فرق آيدول النمطية الأخرى التي كان لها الكثير من المعجبين. كما أن بي تي إس المنتمية إلى شركة متواضعة حظيت باهتمام أقل مما حظيت به الفرق الأخرى التي كانت تنتمي إلى شركات كبرى مثل إس إم وواي جي وجاي واي بي. وفي خارج البلاد، عانت بي تي إس من الصورة النمطية تجاه فرق الفتيان الكورية وقال البعض إن أغاني كي-بوب لا تحتوي على رسالة ولا تستطيع فرق كي-بوب أن تنجز نجاحا في سوق البوب الرئيس لأنها لا تغني باللغة الإنجليزية. وكان يجب على أعضاء فرق آيدول ألا يظهروا آراءهم بشأن القضايا السياسية والاجتماعية ولا يكونوا صرحاء فيما يتعلق بمشاعرهم الشخصية وخبرات الحياتية.

حتى الآن، وعلى الرغم من أن بي تي إس أصبحت أفضل فرقة فتيان في العالم، فإن الآراء السلبية لم تتلاشَ بشكل كامل. ويرى بعض النقاد أن موسيقى بي تي إس لا قيمة لها لأنها مجرد منتجات صناعية مبنية على قاعدة المعجبين العالمية الضخمة الذين تم التحكم فيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ألقى أعضاء بي تي إس كلمة قبولهم لجائزة أفضلفنان اجتماعي في حفل توزيع جوائز بيلبوردالموسيقية لعام ٢٠١٨ الذي أُقيم في ٢٠ من مايوعام ٢٠١٨ في إم جي إم غراند غاردن آرينا فيمدينة الس فيغاس األمريكية. وفازت فرقة بي تيإس بهذه الجائزة للسنة الثالثة على التوالي منذ عام٢٠١٧. وفي عام ٢٠١٩، حصدت جائزة أفضلثنائي/وجائزة أفضل مجموعة أيضا.© بيغ هيت إنترتينمنت

أيقونة جيل زد
قال بانغ سي-هيوك قبل سنوات، «يرفض مستخدمو الإنترنت محتويات ثقافية تبدو كأنها صُنعت لمجرد كسب المال. يجب أن تعطيهم المحتويات متعة. اصنعْ عرضا ممتعا ولا حاجة إلى أن يكون معقدا. يمكنك أن تقترح شيئا وتسأل: «ما رأيك في هذا؟». أظن أن ذلك يكفي. إذا بحثنا عن الأمثلة في الآداب ستكون رواية الكاتب الياباني هاروكي موراكامي خير مثال على ذلك. ومن المهم أن نثير المشاعر في قلوب الناس قبل أن يدركوا.»

وصف بانغ عملية إنتاج المحتويات بـ»مفاجأة الجمهور بطريقة ممتعة». فعلى سبيل المثال، في أغاني فرقة بي تي إس يكمن لغز أو لعبة إيجاد الصورة المخفية. ويترجم المعجبون معاني أغانيها ويبحثون عن الرموز المخفية والمجازات في فيديوهات الموسيقى ويطابقون الإجابات التي وجدوها مع بعضهم بعضا. وهذا نوع من الألعاب الرقمية يشارك فيه المعجبون طوعا.

ومن المثير للاهتمام أن بي تي إس تتعلق بجيل زد الذين وُلدوا خلال الفترة ما بين عامي ١٩٩٥ و٢٠٠٥ ونشأوا مع الأجهزة الإلكترونية. يحلم جيل زد بأن يصبحوا صناع محتويات أو لاعبين محترفين لألعاب الكومبيوتر أو مبرمجين أو مؤسسي شركات ناشئة. إنهم يحلمون أن يعيشوا حياتهم بطريقتهم الخاصة ولا يتبعوا الطريقة التي يريدها آباؤهم. يفعلون ما يريدونه ويرفضون ما لا يريدونه. كما أنهم يعبرون عن آرائهم واعتقاداتهم بحرية رافضين الجلوس بصمت ويخلقون ما يريدونه بأنفسهم. باختصار، هم جيل الجرأة الذين «يعيشون يومهم».

يمكن أن نجد صفات جيل زد في فرقة بي تي إس. حيث يسرد أعضاء الفرقة خبراتهم الخاصة وأفكارهم من خلال الأغاني أو يشاركونها مع الناس بشكل مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن القول إن أعضاء بي تي إس يمثلون جيل زد الذين يعيشون حياتهم كما يريدون.

الآن، أعضاء بي تي إس في العشرينيات من العمر. ومن الطبيعي أن يفكروا ماذا سيقدمون في المستقبل. يقول أر إم، «سردنا الأشياء التي نعرفها جيدا. سردنا حياة المدرسة عندما كنا مراهقين. والآن نحكي فترة الشباب ونحن في العشرينيات من العمر. تراكمت الحكايات التي رويناها باستمرار وقادتنا إلى إنتاج ألبوم «أحب نفسك» وألبوم «الشخصية ؛ خريطة الروح »». يُشار إلى أن نوع الفرقة تحول من الهيب هوب إلى نوع آخر. وفي عام ٢٠١٧ أعلنت بي تي إس أن هناك معنى آخر لاسم الفرقة وهو «ما وراء الحدود» ويشير ذلك إلى أنه من المتوقع أن تتخطى عوائق مقبلة.

وبعد احتلال المسرح العالمي برمته، يبحث الرواد عن أرض جديدة خارج العالم فعلا. وجدير بالذكر أن قائمة الأغاني للرحلة التي ستنطلق إلى القمر عام ٢٠٢٤ التي حددتها الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية تحتوي على ثلاث أغاني لبي تي إس، وهي «صبي من القمر» و«الفضاء الكوني الصغير» و«١٣٤٣٤٠».

بي-دوغ كبير المنتجين الموسيقيين

عمّ الفتيان الصغير
ينادي أعضاء فرقة بي تي إس بي-دوغ باسم «جاغون آبوجي» الذي يعني حرفيا «العم الصغير». ويدل هذا اللقب على الاحترام الكبير وعلى الاعتراف بفضله لمساهمته الكبيرة في نموهم وتطورهم. وقد شارك بي-دوغ في جميع ألبوماتهم بصفة كبير المنتجين الموسيقيين في شركة بيغ هيت إنترتينمنت، ابتداء من ألبومهم الصغير الأول «أجمل ما تستحق المدرسة» وحتى آخر ألبوم «الشخصية؛ خريطة الروح».
لقد قابل بي-دوغ الرئيس التنفيذي لشركة بيغ هيت بانغ سي-هيوك في عام ٢٠٠٧، بعد فترة وجيزة من تأسيس بانغ شركته، قاد بي-دوغ الذي له معرفة عميقة بالهيب هوب الغربية وغيرها من الأنواع المختلفة من الموسيقى الشعبية عملية تحديد هوية بي تي إس على المسرح وساعد أعضاء الفرقة في تطوير قدراتهم على التعبير عن آرائهم وتجاربهم الشخصية. وتحدث عن جهوده في ظهور فرقة بي تي إس إلى حيز الوجود وتألقها، فقال إن تصميم فرقة جديدة كان صعبا للغاية لدرجة أنه اعتقد أنه على وشك الموت.
وفي عام ٢٠١٨، احتل بي-دوغ المركز الأول ضمن المنتجين الموسيقيين الكوريين من حيث إيرادات حقوق المؤلف. وفي بداية هذا العام، فاز بجائزتين منحتهما له الجمعية الكورية لحقوق المؤلف الموسيقي بمناسبة الدورة السادسة والخمسين للمؤتمر العام للجمعية نظرا لإنجازاته في التلحين وتأليف الكلمات.

 

سون سونغ-دوك مدير الأداء والرقصات

من الرقصات إلى تعابير الوجه
إن رقصات بي تي إس صعبة ومعقدة للغاية، لقد ابتدع سون سونغ-دوك رقصات بي تي إس وصمم حركاتهم وأداءهم الراقص على المسرح آخذا بعين الاعتبار الإشارات وتعابير الوجه أيضا. ويحظى سون بتأثير كبير على مستوى العالم، لأن المعجبين بفرقة بي تي سي يستمتعون برقصات الفرقة التي ابتدعها ويقلدونها.
في البداية، كان لكل عضو دور واضح. لذلك، اقتصرت معظم الرقصات على عضويْ الفرقة، جي هوب وجيمين. لكن، تطورت قدرة الأعضاء على الرقص بسرعة فائقة وأصبح رقصهم الجماعي يجذب أنظار الناس، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بتصميم الرقصات المناسبة لجميع أعضاء الفرقة. قال سون في مقابلة سابقة، «في البداية، كانت تجربة الدمج بين الرقص والهيب هوب غريبة بعض الشيء. وكان من الصعب أن أجعل هذه العناصر تنسجم معا بشكل طبيعي».
لقد بدأ سون يرقص بجدية منذ منتصف سن المراهقة والآن أصبح يتمتع بخبرة تصل إلى ٢٠ عاما. وبعدما عمل راقصا مستقلا، شارك في التسعينيات من القرن الماضي وأوائل العقد الأول من الألفية الجديدة، في تصميم الرقصات للعديد من الفرق المشهورة، بما فيها فرقة زيكس كيس وفين كل وشين هوا. وبعد تأسيس شركة بيغ هيت، التحق بها وشارك في تصميم الأداء والرقصات لفرقة ٢ إي إم بالتعاون مع شركة جي واي بي وفرقة غْلام وفرقة بي تي إس.

 

كيم سونغ-هيون مدير الشؤون المرئية

صانع رموز الموضة السبعة
ساهم كيم سونغ-هيون في نجاح فرقة بي تي إس عن طريق ما يدل عليه لقبه «صانع رموز الموضة السبعة». إن كيم سونغ-هيون هو مصمم أزياء الفرقة. لذلك، كان يُلبس الأعضاء عددا لا يحصى من الملابس لإيجاد أساليبهم الفريدة منذ فترة تدريبهم ليكونوا في نهاية المطاف رموزا للموضة.
لا تقتصر مسؤوليته على الملابس والإكسسورات، بل إنه مسؤول عن كل العناصر المرئية التي تُعرض أمام الجمهور والمعجبين لبي تي إس. وتشمل هذه العناصر المرئية أغلفة الألبومات ومشاهد فيديوهات الموسيقى وتصميم المسرح. ويشرف كيم على فريقين من مصممي الأزياء والمصممين المرئيين والمتخصصين في فن الفيديو ومصممي التحرير. وتكتسب أعمالهم أهمية خاصة لأنها تتوافق مع الأفكار والرسائل التي يتحدث عنها أعضاء بي تي إس.
يقول كيم إنه قد شاهد الكثير من الأفلام لتحديد الهوية المرئية للألبوم «أجمل لحظة في الحياة». وضمن قائمة الأفلام، «الحالمون» و«مذكرات كرة السلة» و«لعبة القطار» و«مجتمع الشعراء الأموات» و«الانقلاب» فضلا عن بعض أفلام المخرج الأمريكي لاري كلارك التي يحكي معظمها عن انحرافات المراهقين. وبالإضافة إلى الهيب هوب، يحب كيم موسيقى الروك أيضا ويقول إنه أحيانا يبحث عن فكرة جديدة في أنواع مختلفة من الموسيقى.

 

لومبينس مدير شؤون الفيديو والفنون

موسيقى ذات جماليات فانتازية
صنع لومبينس، تشوي يونغ-سوك، معظم فيديوهات الموسيقى المشهورة لبي تي إس، ومنها «الدم والعرق والدموع» و«النار» و«يوم ربيعي» و«دي إن إيه» و«الحب المزيف» و«آيدول». وحصدت العديد من فيديوهات الفرقة الموسيقية مئات الملايين من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
لومبينس هو فنان بصري يُطلق عليه لقب «نام جون بايك الثاني»، ونام جون بايك هو فنان يُسمى بأبي فن الفيديو. وعلى الرغم من أن لمبينس هو فنان مستقل وليس موظفا لدى شركة بيغ هيت، فقد شارك ولا يزال يشارك في مشروع بي تي إس منذ ظهور الفرقة لأول مرة عام ٢٠١٣.
وتوجد في فيديوهات موسيقى بي تي إس، عناصر جمالية مكونة من طبقات متعددة. وقد تكون هذه العناصر رموزا غامضة أو تعابير مجازية للأشياء الخيالية أو لعبة بسيطة للبحث عن الصور المخفية. وتغري هذه العلامات والإشارات التي لا تحصى المعجبين وتحفزهم على أن يتفاعلوا مع بعضهم بعضا لإيجاد التفسيرات المناسبة لها.
وتعتمد أفكار لومبينس على الأفلام والروايات. وطبق صور أفلام الخيال العلمي على مقطع الفيديو لـ«الشخصية؛ خريطة الروح» باستخدام الهيومانويد الرقمي والتقنيات الحديثة الأخرى ليصور شخصية قائد الفرقة آر إم.