메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Guardians of Heritage > 상세화면

2017 WINTER

الفنان يبذلقصارى جهدهليبلغ أقصى مستوى من الإدراك

في البوذية، كان فن نسخ سوترا ورسم لوحات سوترا الذي يسمى بـ»ساكيونغ» باللغة الكورية، قد اعتبر وسيلة للانضباط الروحي، وشكّل أحد محاور الفن البوذي خلال عهد مملكة كوريو (918-1392م)، التي اتخذت البوذية دينا رسميا. ومع ذلك، فقد قمعت مملكة جوسون اللاحقة (1392-1897م) البوذية حيث اختفت الثقافة البوذية تقريبا على مدى القرون الستة الماضية. ويسعى «كيم كينغ هو» فنان نسخ الكتب المقدسة البوذية، إلى إبقاء هذا الفن حيا بطريقة مبدعة.

يركز السيد "كيم كيونغ - هو"فنان النسخ البوذي التقليديعلى عمله. وعلى طاولته 56نوعا من الفراشي المختلفة،ومنها فرشاة لرسم الخطوطالمستقيمة وفرشاة لرسمالخطوط المتعرجة وفرشاةلرسم الخطوط ب 0.1 ملموأخرى لرسم الخطوطب 0.2 ملم وفرشاة لطلاءالذهب الكوري وأخرى لطلاءالذهب الياباني، مما يظهرمدى جهوده الرامية للتغلبعلى الحدود الجسدية والعقليةللبشر.

العالم المتناهي الصغر الذي لا يسمح بدخوله إلا بالفرشاة. ومع يد ثابتة بشكل مثير للدهشة، يرسم الفنان من 5 إلى 10 خطوط صغيرة في بقعة صغيرة جدا لا يزيد حجمها عن 1 ملم، وهو قادر على رسم العينين والأنف والفم على وجه بوذا الذي لا يزيد قطره عن 1 ملم، حيث يبدو أنه من السهل نسبيا كتابة حرف صيني واحد من الكتاب المقدس على بقعة تبلغ مليمترين.
إن هذه الأعمال الفنية تحتاج إلى أقصى قدر من الدقة والتركيز، ولكن فرشاة الفنان لا تتردد لأن المزيج من مسحوق الذهب وغراء الأكسيد يجف على طرف الفرشاة بعد مرور 3 إلى 5 ثوان فقط. وخلال هذه اللحظات الوجيزة، يجب على الفنان أن يوقف أنفاسه، لأن عملية الرسم لا تسمح له بأي شيء آخر سوى التركيز المطلق.وعرض «كيم كيونغ - هوه» الرئيس الفخري للجمعية الكورية لبحوث نسخ سوترا، بعض أعماله لنا، قائلا إنه «إذا كان 1 ملم يشبه 1 ملم، فلا يمكنك رسم هذه الخطوط. ويجب أن توسّع مساحة 1 ملم لتبدو وكأنها 5 ملم أو 1 سم، وهذا الأمر يستغرق نحو يومين أو ثلاثة أيام. وإذا بدأتُ عملية النسخ، لا آخذ راحة لأنني قد أجد صعوبة في استعادة التوازن السابق. وهذا من شأنه أن يجعلني أشعر بعدم اليقين ويؤثر سلبا على التركيز خلال الفترة التي تبلغ نحو أسبوع أو عشرة أيام أو حتى شهرين».
لدى الفنان عدد قليل من الأضراس فقط، لأن العمل المضني يصاحب توترا شديدا في أجزاء كثيرة من جسمه. ولا يسمح الفنان لنفسه بتلقي العلاج في مستشفى أثناء فترة عمله. كما يلتزم بمعايير عمله بصرامة، ومنها تجنب الإفراط في تناول الطعام وفي النوم، وكذلك تخصيص قدر كاف من الوقت للنوم، نظرا لأن أية اضطرابات في الجسم قد تقوض التركيز. وبالإضافة إلى ذلك، لا يحمل الفنان أي أشياء ولو كانت صغيرة قبل أن يبدأ عمله، كي لا يُتعب يديه. وهكذا، يعمل الفنان في بيئة عمل تتسم بالصرامة الشديدة.
وأشار «كيم» إلى أن «درجة الحرارة في ورشة العمل تتراوح ما بين 35 و45 درجة مئوية، لأن غراء الأكسيد الذي أستخدمه يجب أن يبقى عند درجة حرارة ثابتة هي 35 درجة مئوية لمنع الجفاف، ولا بد من الحفاظ على الرطوبة عند مستوى ما بين 70% و90%، لأن لون الذهب الممتاز يعتمد على الرطوبة. وهذا يعني أن قمة الازعاج الناجم عن الحرارة والرطوبة العالية تعتبر أمثل بيئة للعمل. وأعمل في هذه البيئة الصعبة لمدة 8 إلى 10 ساعات في اليوم، وغالبا ما أعمل حتى وقت متأخر من الليل لمدة ستة أشهر أو عشرة أشهر».
وكرس «كيم» 20 عاما من حياته لهذه المهنة، ولا يقتصر نطاق عمله على إطار صغير يتمثل بـنسخ الكتاب المقدس، بل يمكن وصف عمله بمواجهة جميع التحديات، وبمساعي الإنسان إلى التغلب على القيود الجسدية والعقلية، والخروج من عالم البشر من خلال الفرشاة، وكذلك بتطوير مستوى العمل إلى أقصى حدود يمكن تحقيقها.

من النسخ إلى الخلق والإبداع
خلال فترة مملكة كوريو، كان نسخ سوترا مشروعا وطنيا، وكان هناك عدد من مكاتب النسخ التي ترعاها البلاد وتوظف لها ما يقرب من 300 من الفنانين المحترفين ليمثلوا نحو 0.001% من إجمالي عدد سكان كوريو. وأضاف كيم أن 300 شخص من 3 ملايين نسمة، أي عدد السكان التقريبي لمملكة كوريو في ذلك الوقت، وهو بهذه النسبة ما يعادل 5,000 شخص من سكان كوريا الجنوبية الحاليين البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة.
ومن خلال مسعى الفنان «كيم»، فإن الفن البوذي الرائع خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر قد عاد إلى القرن الحادي والعشرين. وكان نسخ سوترا في مملكة كوريو يعتبر وسيلة لنشر التعاليم البوذية بين الجمهور. ومع انتشار تقنيات الطباعة على نطاق واسع، تحول الدور الأساسي للنسخ اليدوي إلى الالتزام الديني أو الانضباط الروحي. وفي وقت لاحق، ظهر نوع جديد من النسخ يعتمد على استخدام الذهب والفضة للطلاء بدلا من الحبر الصيني، وهذا أدى إلى تطوير مستوى النسخ إلى ذروته. حيث كان يُنظر إلى نسخ سوترا باعتباره محاولة لتكريم التعاليم البوذية والحفاظ عليها. وكانت ثقافة النسخ لمملكة كوريو متقدمة إلى حد كبير، حيث أرسلت المملكة نحو 100 خبير في النسخ إلى الصين، مما يدل على المستوى العالي لتقنيات البلاد في النسخ. وكانت ثقافة النسخ أثناء حكم مملكة كوريو تكتسب مكانة متساوية مع رسوم كوريو البوذية وسيلادون كوريو. ومع ذلك، فقد شهد هذا الفن البوذي تراجعا كبيرا في زمن مملكة جوسون، وسط محاولة البلاد لقمع البوذية بهدف نشر الكونفوشيوسية كأيديولوجيا حاكمة لها.
وقرر «كيم» تكريس نفسه لنقل هذا الفن التقليدي إلى الجيل القادم. وقال إنه يرغب في إحياء هذه الثقافة بطريقة مبدعة وليس مجرد نقلها. وكجزء من هذا الجهد، قام بترجمة النصوص البوذية من الصينية الكلاسيكية إلى اللغة الكورية، وقام بتبديل وإعادة صياغة الرسوم التوضيحية داخل النصوص. إن الخط يعتبر عنصرا أساسيا في نسخ سوترا، ويعمل «كيم» خطاطا منذ 50 عاما، حيث يتمكن من رسم خطوط على مربع مساحته 1 سم. وانطلاقا من خبرته الطويلة في هذا المجال فهو يرى أن الطريق إلى بلوغ درجة إتقان نسخ سوترا طويلة وشاقة.
وقال إنه «يجب أن تفهم مضمون النص لتكون قادرا على توضيح ذلك، وعليك أن تعرف البوذية، نظرا لأن نسخ سوترا يعتمد على فهم التاريخ البوذي، فضلا عن مختلف جوانب الفن البوذي الذي انتشر من الهند عبر الصين إلى كوريا». وأضاف أنه يبحث في التراث البوذي ويراجع أكثر من 50 نوعا من المواد ذات الصلة في كل مرة عندما يبدأ عمله الجديد.

النظرة الفاحصة للأدوات والمواد
عرض «كيم» عمله من نسخ لوتوس سوترا، المعنون بـ»مظهر ستوبا ذات الطوابق السبعة المزينة بالجواهر»، وهذا العمل الفني الذي تم إكماله قبل خمسة أعوام باستعمال ماء الذهب على ورق أزرق اللون يبلغ عرض النسخ 7.5 سم وطوله 663 سم، حيث يمكن وصفه بتحفة فنية. ورسم الفنان 463 ستوبا جنبا إلى جنب، وعلى كل طابق يكتب جملة من جمل الكتاب المقدس. كما زيّن الغطاء بزخارف العلم الوطني الكوري والزهرة الوطنية (روز شارون) مع أنماط الأرابيسك. ويتزين كل من الأزهار، الذي يبلغ حجمه مثل حجم 100 وون من العملة الكورية، بأكثر من 25 ألف خط من الخطوط الذهبية. ووصف الفنان هذه الزخارف بأنها « تعبير أصلي يجمع بين التقليدية والحداثة».
وأثناء المقابلة التي أجريناها مع «كيم»، كان يتناول النسخ والفن البوذي والزخارف التقليدية وحتى التصميم الحديث، مما يظهر خبراته الواسعة النطاق في هذا المجال.
وقال إنه «كان هناك فنانون مسؤولون عن كل جزء من الأعمال الخاصة بالنسخ، مثل الكتابة ورسم الصور التوضيحية، فضلا عن أولئك الذين كانوا مسؤولين عن رسم الخطوط الحدودية وتنقية مسحوق الذهب وإنتاج الغراء. والآن أقوم بكل المهمات التي كان قد تم تقسيمها بين 300 شخص في الماضي».
وبفضل ذلك، تم تسليط الضوء على الأدوات والمواد المستعملة في هذا الفن. وقال إنه إذا ألقى نظرة إلى لون الذهب المستخدم في النسخ التقليدي، يستطيع أن يعرف تاريخ إنتاجه حسب حالة الطلاء الذهبي. ووفقا لقوله، فإنه يمكن أن يميز فرقا دقيقا بين الأعمال الفنية لكل من القرنين الثالث عشر والرابع عشر ونهاية الرابع عشر وفترة مملكة جوسون، حسب نسبة الذهب ولونه. وأضاف أنه يمكن أن يحدد نوعية الورقة عن طريق رؤيتها فقط، وكذلك قدرة الورقة على تحمل الفرشاة، قائلا إن خشونة الورقة قد تتسبب في تلف الفرشاة، وهناك ورقة قوية جدا لا يمكن الكتابة عليها لأكثر من 500 حرف بفرشاة واحدة.
وتابع شرحه حول 59 فرشاة موجودة على منضدة عمله، حيث تستخدم بعضها لرسم خطوط مستقيمة وبعضها لرسم خطوط متعرجة. وهناك فرشاة لرسم خطوط 0.1 ملم أو خطوط 0.2 ملم، إلى جانب الفرشاة الأخرى المستخدمة لطلاء الذهب الكوري أو الياباني. وقال إن لكل فرشاة غرضا خاصا بها، حتى أن للفراشي من نفس الطول والسماكة أدوارا مختلفة. ولدى سؤالنا عن المعايير التي يعتمد عليها عند اختيار الفرشاة المناسبة، أجاب «يقال إن أفضل الفراشي مصنوعة من شعر ابن عرس، ولكن يجب علينا أن نميز فرقا كبيرا بين الفراشي المصنوعة من شعر ابن العرس المأخوذ في فصل الربيع، وشعر ابن العرس المأخوذ في فصل الخريف، وكذلك يجب التمييز بين المكان الذي يؤخذ منه الشعر، فالفرشاة التي تصنع من شعر ذيل ابن عرس، تختلف عن الفرشاة التي تؤخذ من الظهر أو القدمين. ولا يمكن اختيار الفرشاة المناسبة إلا بعد الفهم الكافي لهذا الفرق.
ولم يعطنا أي إجابات مختصرة، بل كان يشرح باستفاضة ويعطينا كل المعلومات التي لديه. وعندما سئل عن كيفية استخدام المزيج من مسحوق الذهب والغراء مع الفرشاة، أجاب أن «في البيسبول، عدة طرق لرمي الكرة، بما فيها رمي الكرة بشكل مستقيم أو غير مستقيم، ونختار واحدة من هذه الطرق حسب مقتضى الحال، وبعد دراسة كل الظروف المحيطة، كذلك، لا يمكن أن نختار الفرشاة المناسبة في كل مرة بسهولة. وبالنسبة لي، أختار أنسب فرشاة حسب كثافة الذهب وكمية مسحوق الذهب وكثافة الغراء وغيرها. وهذه الطريقة معقدة للغاية، ودائما أستند إلى خبراتي المتراكمة عند اختيار الفرشاة.»

"عندما نتجاهل هذه الأشياء الصغيرة،لا نجد أي شيء خاص في هذا العالم."

قام الفنان "كيم كيونغ - هو"بنسخ الكنز الوطني رقم 235"نسخ لوتوس سوترا" بماءالذهب على ورقة زرقاءالذي يعود إلى متحف لي أومسامسونغ للفنون، وتم إنتاجهفي فترة مملكة كوريو ( 36و 18.3 سم)

إذا تجاهلنا الأشياء الصغيرة، فلن نجد شيئا رائعا
أثناء المقابلة، استخدم الفنان تعبير «أفضل عمل» مرارا وتكرارا. وقال إنه لا يرغب في جني الأموال، ولكنه قد يكون مسرورا جدا إذا تلقى دعما ماليا لمدة ثلاث سنوات ليمكّنه من خلق أفضل تحفة فنية في حياته. وفي ذلك الوقت، قد يمكن إظهار تحفته في العالم، التي من شأنها أن تترك علامة لا تمحى في تاريخ البشرية.
ومع ذلك، عندما سئل عما إذا كان في ذروة تقنيته، أجاب «انظروا إلى لاعبة التزلج الفني على الجليد «كيم يونا» التي لا تزال تعمل رغم عمرها البالغ 30 عاما، ولكنها لا يمكن أن يكون تزلجها على الجليد بمستوى ما كانت عليه عند فوزها بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية، لأن المهارات الممتازة ترتبط باللياقة البدنية. وكذلك أنا، حتى قبل خمس سنوات، لم أفشل أبدا في رسم خطوط دقيقة على مساحة تصل إلى 0.1 ملم، ولكنني أجد بعض الصعوبات في هذه الأيام في رسم مثل هذه الخطوط».
انتابته الرغبة في تحقيق أفضل الإنجازات بغض النظر عن مدى التعب الجسدي والعقلي. ولكن مع مرور الوقت بدأ يتنازل ويقبل القيود الجسدية التي لا يمكن تجاوزها بمجرد الإرادة أو بذل المجهود فقط.
وشارك الفنان «كيم» في المقابلة بكل جدية أكثر مما كان متوقعا، مما أثار في أنفسنا تساؤلات عديدة من مثل «ماذا يوجد وراء وجه هذا الفنان الذي يبدو أنه لا يتردد أبدا؟» و»خلال السنوات التي كرس فيها نفسه من أجل رسم الخطوط الدقيقة التي يبلغ حجمها 0.1 ملم، فيم كان يفكر؟» و»أية فكرة تخطر في باله أثناء عمله الذي يتطلب أقصى مستوى من التركيز؟» و»هل يمثل الصمت في ورشة عمله مدى التوتر والصراع بين الضغوط التي يتعرض لها وإرادته؟ أم عالم الإدراك الذي يمكن ترجمته على أرض الواقع عبر الفرشاة فقط؟» وسألناه عن كيفية تحمل الإجهاد الناجم عن عمله. وأعطى لنا إجابة غير متوقعة، بقوله «لا تخرج روحي عن السيطرة أبدا أثناء العمل. وتصوروا بِرْكة صافية جدا تتموج مياهها بدون توقف وتتحرك الأسماك فيها دون أن تُعكّر حركة الأسماك صفاء المياه. وعقلي مِثْل ذلك، دائما في حالة هدوء وصمت أثناء العمل «.
وفي شبابه، ركب القطار الليلي ليكون راهبا بوذيا، ولكن والده أخذه إلى العالم العلماني. وقد أثار هذا التذكير سؤالا آخر مثل «هل تعتبر عملية نسخ سوترا في البوذية من تراكم أفعال التقية، هل لديه تجارب دينية خاصة جربها أثناء العمل؟».
وأجاب الفنان أن «لا شيء خاص وغريب أكثر من أنني أعيش وأتنفس في هذا العالم، أليس كذلك؟ وإنه من المثير للإعجاب أن يدخل ويخرج الأكسجين في الهواء داخل وخارج جسدي، وهذا هو الشيء الأكثر غموضا ومعجزة بالنسبة لي. وعندما نتجاهل هذه الأشياء الصغيرة، لا نجد أي شيء خاص في هذا العالم.»
لقد أذهلتنا مسيرة حياة هذا الفنان الذي كرّس حياته للنسخ. وكان الفنان يركز على إنتاج مسحوق الذهب وعملية النسخ لمدة 4 ساعات بدون توقف، ويغسل الفرشاة كل 20 دقيقة. وهكذا، أصبح الفنان دليلا على أن هناك فرصة للإدراك الحقيقي خارج المعبد أيضا.

كانغ شين - جايكاتب مستقل
أن هونغ - بوممصور

전체메뉴

전체메뉴 닫기