메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

null > 상세화면

2018 SPRING

على الطريقويجوروالطريق إلى العالممنذ ٥٠٠ عام

«معنى كلمة «دو» التي تدل على الطريق هو ما يربط بين هنا وهناك»، هكذا حدد جونغ ياك-يونغ (١٧٦٢-١٨٣٦) ببساطة معنى «دو» في كتابه «النصح الذاتي من مذهب الاعتدال (جونغيونغ جاجام).» وإذا استغربتَ هذا التعريف البسيط لأحد علماء الكونفوشيوسية والمفكرين العظماء بعصر مملكة جوسون، فمعنى ذلك أنك جاهز للنظر في الظروف التي واجهها في عصره. اقتربْ منه خطوة واحدة فقد تسمع تنهداته من القلق والضيق.

يمكن أن نرى تمثالي بوذا اللذين يبلغ طولهماحوالي ١٧.٤ متر في منحدر الجبل الذي يقعفي باجو بمحافظة كيونغكي. ومن المعروفأن هذين التمثالين المنحوتين على المنحدرالصخري سُجلا برقم ٩٣ في قائمة التراثالوطني الكوري وصُنعا في القرن الحاديعشر، أي في عصر مملكة كوريو. وبسببكبر حجم التمثالين، كانا يُعتبران علامة بارزةللمسافرين الذين يستخدمون طريق "ويجورو".

تشرح الكتب الكونفوشيوسية مفهوم «دو»، داو باللغة الصينية، الذي يعني حرفياً الطريق، بشكل غامض كما يلي؛ الطبيعة الفطرية لدى البشرية بكتاب «مذهب الاعتدال» أو الفضيلة اللامعة بكتاب «التعلم العظيم». وقال تشو شي (١١٣٠-١٢٠٠) إن دو هو المبدأ الذي يجب أن يلتزم به طبيعيا. ولهذا، يبدو أن ما سعت إليه الكونفوشيوسية الجديدة في ذلك الوقت هو المبادئ الفطرية المطلقة والمتعالية لدى كل البشر والأشياء.

بُنيت بوابة الاستقلال المعروفة باسم"دونغنيمّون" بجانب أحد الشوارع الكبرى بمدينةسيول عام ١٨٩٧ نتيجة لحملة جمع تبرعاتنفذها الكوريون لإبراز رغبتهم في دفاع عنالوطن ضد القوات الأجنبية. وأما بوابة الاستقبالالمسماة ب"يونغونمون" التي كانت في مكانهاواُستخدمت لاستقبال البعثات الدبلوماسية التيكانت ترسلها الصين إلى كوريا في عصر مملكةجوسون، فهدمتها جمعية الاستقلال وأقامت مكانها"دونغنيمّون" لأنها اعتبرت أن "يونغونمون" ترمزإلى الأشخاص الذين أولوا أهمية للصين أكثر منوطنهم.

المسار والطريق
لقد أصبحت هذه المبادئ فلسفة الحكم لمملكة جوسون (١٣٩٢-١٩١٠)، في حين فشل علماء الكونفوشيوسية في عصر جوسون في الحيلولة دون سياسات البطش والنظام الطبقي الصارم الذي فاقم الاختلالات الاجتماعية وعدم المساواة. كما أن الغزوات اليابانية والصينية أدت إلى شلّ قدرات البلاد. وفي هذه الظروف، قام جونغ ياك-يونغ الذي عاش في الفترة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ويُعد عبقريا في جميع المجالات بإعادة تفسير معنى «دو». وبعيدا عن التعريف الميتافيزيقي، رأى جونغ أن «الطريق» تعني عملية إدارة الحياة التي تمتد من الولادة إلى الموت أو هي عملية التنمية الاجتماعية. ولعل جونغ كان يهدف من وراء إعادة التفسير هذه إلى فتح عيون النخب الحاكمة لكي يدركوا الحاجة الماسّة إلى الإصلاحات.
كان جونغ والعلماء الآخرون الذين يتفقون معه في طريقة التفكير يُسمون بأنصار الإصلاح ومدرسة سيلهاك التي تعني «التعلم العملي». وسيلهاك هي مدرسة فكرية وحركة إصلاح اجتماعي ظهرت في أواخر القرن السابع عشر وسلطت الضوء على الأمور العملية. وقد ناقش هؤلاء العلماء فكرة الكونفوشيوسية وإطارها الجامد القائم على الانضباط الذاتي ودعوا إلى إصلاح الأراضي وإيجاد سبل العيش المستقرة للمزارعين الذين اعتبروهم الركن الأساس للأمة. كما أنهم دعوا إلى تطوير التجارة وتوزيع السلع كسبيل جديد لكسب الرزق. وقُبلت هذه الأفكار في عصر الملكين اللامعين؛ الملك يونغجو (فترة الحكم: ١٧٢٤-١٧٧٦) والملك جونغجو (فترة الحكم: ١٧٧٦-١٨٠٠)، حيث شهدت مملكة جوسون تغييرات ملحوظة. وجاءت هذه الحركة بمقترحات وآراء سياسية جديدة، منها «الدراسة عن المسارات والطرق (دوروغو)» وهو كتاب قليل الشهرة عن علم الجغرافية والإنسان نُشر في ١٧٧٠ من تأليف شين غيونغ-جون (١٧١٢-١٧٨١).
ويحتوي هذا الكتاب على أطالس تصف الطرق البرية والبحرية في البلاد وحتى الطرق التي تسلكها المواكب الملكية. ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل يشمل الكتاب، بالإضافة إلى ذلك، معلومات عن جميع الأسواق الرسمية التي تُعرف بـ»غايسي»، التي تعني السوق المفتوحة، حيث كانت تقام فيها التجارة الحدودية. وفي مقدمة الكتاب، أشار المؤلف إلى أن من واجب الدولة أن تدير شبكة الطرق بشكل منهجي ومنظم، مما يؤدي إلى تطور الأسواق، مستشهدا على ذلك بازدياد أعداد ونوعية مستخدمي الطرق من عامة الشعب والتجار. وقد جاء في مقدمة الكتاب؛ «ليس للطرق أصحاب إلا أولئك الذين يمشون فيها.» اعتقد شين أن الطريق سبيل عملي لتحقيق مبادئ الكونفوشيوسية المستقلة والموجهة للناس فضلا عن تحقيق هدفها النهائي. وبالتالي، قد يمكن أن أقول إن شين اعتبر أن منع نهب الثروات وفتح القنوات للتوزيع يمثل الدور الحقيقي لـ»الطريق»، أي «دو».

"هيومون" هو فندق رسمي أنشأته مملكة جوسونمن أجل المبعوثين الذين كانوا يعبرون الممرالجبلي "هيومريونغ" الذي كان طريقا مهما يربطبين العاصمة سيول ومدينة كايسونغ. وبعد اكتشافجزء من القرميد كُتب عليه اسم "هيومون" في قريةكوانغتان بمدينة باجو عام ١٩٩٩ ، اتضح مكان"هيومون"، حيث ما زالت عمليات التنقيب عنالآثار مستمرة حتى الآن.

اتبع طريق المبعوثين
قسم شين غيونغ-جون طرق جوسون في كتابه إلى ستة شرايين رئيسية، وأولها ويجورو الذي يبدأ من سيول، التي سُميت بهانيانغ آنذاك، ويتجه إلى الشمال حتى يصل إلى ويجو بعد المرور بضفاف نهر آمنوك عبر كايسونغ وهوانغجو وبيونغيانغ وآنجو وجونغجو. وكان يُعد ويجورو أول شريان رئيس لأنه كان طريقا رسميا يربط بين العاصمة وبيونغيانغ التي يقع فيها مكتب الحكومة المحلية لمحافظة بيونغآن، كما أنه كان طريق التجارة والتبادل مع الصين. وكانت جوسون دولة دافعة للجزية وتحتاج إلى اعتماد الصين وموافقتها على تنصيب الملك على العرش واستمرت هذه العلاقات بين جوسون والصين خلال خمسة قرون حتى عام ١٨٩٤. وكان ويجورو طريقا وحيدا اُستخدم لهذا التبادل.
اُستبدل ويجورو بطرق جديدة خلال فترة إمبراطورية دايهان (١٨٩٧-١٩١٠) التي اتخذت أولى خطواتها الصعبة نحو التحديث وخلال الاحتلال الياباني (١٩١٠-١٩٤٥) الذي تلاها.وبعد تقسيم كوريا إلى شطرين؛ جنوبي وشمالي، أصبحت معظم المدن التي يمر بها ويجورو تحت سيطرة كوريا الشمالية. وكانت المسافة بين هانيانغ وويجو التي تقع على الحدود بين كوريا والصين ١٠٨٠ ري، وهو ما يعادل ٤٢٤ كيلومترا. واليوم، المسافة بين سيول وأقرب نقطة قابلة لزيارة المدنيين في جنوب المنطقة المنزوعة السلاح ٤٥ كيلومترا وتبلغ قيمة الرحلة بسيارة أجرة نحو ٤٠ ألف وون كوري. وطبعاً، لن تستخدم سيارة الأجرة الطريق القديم. ويشار إلى أن قطع ٤٥ كيلومترا كان يقتضي من المبعوثين الدبلوماسيين الذين كانت ترسلهم مملكة جوسون إلى الصين أربعة أيام سيرا على الأقدام. وفي أواخر القرن السادس عشر، قطع الملك سونجو هذه المسافة في يوم واحد سيرا على الأقدام عندما فرّ من هانيانغ بعد سماعه أن الغزاة اليابانيين استولوا على قصر تشونغجو في المنطقة الوسطى.

بنى إي ميونغسين، أحد أجداد العالِم العظيم إي إي الذي يُعرفأيضا بلقب "يولغوك"، هواسوكجونغ في المنحدر الذي يطل علىنهر إمجين في عام ١٤٤٣ . وقضى إي إي ما تبقى له من عمر بعدالتقاعد في هذا المبنى، حيث ناقش مع تلاميذه عدة مواضيع فلسفية.أما ميناء إمجين الذي يقع تحت جناح هواسوك، فإنه مغلق حاليا1 بسبب تقسيم كوريا، لكنه كان نقطة مهمة للاتجاه إلى شمال البلاد.

اليوم الأول.. من بوابة دونيمون إلى بيوكجيغوان
« عندما وصلت إلى هونغجيون مع أبي بعد تناول الفطور، خرج العشرات من الناس من جميع الطبقات الاجتماعية لتوديعنا، وفي مأدبة الوداع تناولنا الطعام والمشروبات الكحولية التي منحها الملك لنا. وعندما هبط الظلام، تركت أبي ثم اتجهت مع الوفد إلى كويانغ. ووصلنا إلى كويانغ في وقت متأخر من الليل ثم ذهبنا إلى النوم.» من «المذكرات عن يانجينغ (يونغي)» التي ألفها هونغ داي-يونغ.

ينطلق طريق ويجورو من بوابة دونيمون، البوابة الغربية لمدينة هانيانغ. وعلى الرغم من أن آثار البوابة ليست موجودة حاليا لأن سلطات الاحتلال اليابانية هدمتها عام ١٩١٥، ومن المعروف أنها كانت على الدرب الذي يقع على التلة ويربط بين قصر كيونغهي وبوابة دوكنيمون (بوابة الاستقلال). ولوحة «الوداع في سيغيو (سيغيو دونويدو)» التي رسمها جونغ سون (١٦٧٦-١٧٥٩) في عام ١٧٣١، تصور دخول الوفد الصيني إلى بوابة يونغونمون، عبر البوابة أمام موهواغوان الذي أُقيمت فيه مأدبة الوداع للوفد الصيني. وكان موهواغوان يقع في منطقة سيغيو خارج البوابة الغربية للمدينة والتي يعني اسمها الضواحي الغربية. وبعد الحرب الصينية اليابانية عام ١٨٩٥، دعا سو جاي-بيل، قائد الإصلاحيين الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى قطع العلاقات مع مملكة تشينغ الصينية وتبني الحضارة الغربية. وقاد سو حملة جمع الأموال وهدم بوابة يونغونمون. ونتيجة لذلك، بنى بوابة دوكنيمون مكان بوابة يونغونمون في شهر نوفمبر عام ١٨٩٧ كرمز لاستقلال كوريا عن الصين.
كتب هونغ داي-يونغ (١٧٣١-١٧٨٣) حول رحلته إلى مملكة تشينغ الصينية في «مذكرات عن يانجينغ (يونغي)»، ويمكن أن نشعر فيها بالفخر والعار اللذين أحس بهما هونغ. آنذاك، كانت الصين تعيش الأيام الأخيرة من عصرها الذهبي تحت حكم الإمبراطور تشيان لونغ. وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على استسلام جوسون لتشينغ، لم تتخل جوسون عن موقفها المتمثل بـ»سياسة التمييز بين المتحضرين والبربريين» واعتبرت تشنيغ في الفئة الأخيرة. كما أن الاتجاهات المناهضة لتشينغ سادت في حكومة جوسون على الرغم من أن تشينغ أصبحت إمبراطورية منفتحة ذات نفوذ عالمي. وقد شكك هونغ وعلماء آخرون من مدرسة التعلم الشمالي (بوكهاك) في هذا الموقف وأرادوا الحصول على فرصة للذهاب إلى تشينغ لرؤية الصورة الحقيقية للمملكة الصينية. وكان هونغ رجلا شديد الحماس. وعندما رأى الأرغن ذا الأنابيب لأول مرة في الكنيسة ببكين، حاول على الفور استنساخ اللحن باستخدام كومونغو، آلة القانون الكورية ذات الأوتار الستة. وخلال الرحلة التي امتدت من أواخر عام ١٧٦٥ حتى أوائل عام ١٧٦٦، كان يكرر على نفسه السؤال: «ما المعنى الحقيقي للعار؟ وما الذي يجب عليه أن يخجل منه؟»
وكان أول فندق في ويجورو يُسمى بـ»هونغجيون». وللوصول إليه، كان من اللازم أن يعبر «موآكجاي»، وهو جبل مشهور بكثرة ظهور النمور فيه. واليوم أصبح هذا الطريق واسعا ومعتدل الانحدار، لكن آنذاك كان ضيقا جدا لا يتسع إلا لحصان واحد. وعلى الرغم من ذلك، فقد اختار المبعوثون هذا الطريق بسبب الاعتبارات الاستراتيجية فضلا عن اقترابه من الطرق المائية التي تربط بين المدن الرئيسة التي تطورت بجانب النهر وبسبب نقص الطرق الداخلية الأخرى.
وكانت الغابة كثيفة مغطاة بأشجار الصنوبر والأودية تحيط بهونغجيون، مما جعله مكانا مثاليا لإقامة مأدبة الوداع للوفود المغادرة إلى الصين. ويُعدّ الوفد الرسمي صغيرا إذا كان مكوّنا من حوالي ٣٠ مبعوثا بالإضافة إلى العديد من سائقي العربات والخدم والعمال الذين يحملون الهدايا للصين، مما يرفع إجمالي العدد إلى حوالي ٣٠٠ شخص، في حين يرتفع عدد الوفد الكبير ليصل إلى نحو 500 شخص. وعلاوة على ذلك، تجمع في هونغجيون الكثير من المشاهدين والأصدقاء والأقارب الذين خرجوا لتوديع المبعوثين. كما أن كعك الأرز كان يباع في الشارع المجاور واشترى منه الناس للدعاء بالخير والشفاء للمغادرين. واليوم تطور هذا الشارع إلى سوق إنوانغ.
وبعد تناول الطعام والمشروبات الكحولية التي قدمها الملك، تبادل الجمع هدايا الوداع، والتي اشتملت على المراوح وفرش الحبر والشمعدانات وقبعات المطر. وكان يجب أن تنتهي الحفلة مبكرا من أجل وصول المبعوثين إلى بيكجيغوان، أول محطة في رحلتهم لقضاء الليل.

كلما قضيت ليلة في قراءة سجلات أجدادنا حول البعثات الدبلوماسية إلى الصين، وجدت أنني أضلّ الطريق في الحلم، حيث تَعْلَق العربة في الوحل ولا أعرف إلى أين أذهب، وأظل أتخبط طوال الليل بلا هدف.

تسافر القوارب بين ميناء غورانغبو ورصيف دوجيري الذي يقعفي الأجزاء العليا لنهر إمجين. وخلال رحلة الذهاب والإياب، تقطعالقوارب التي تنقل السياح ٦ كيلومترات. وفي شهر مارس عام٢٠٠٤ ، انطلقت خدمة نقل السياح بقوارب من الطراز القديم الذياُستخدم في عصر مملكة جوسون، مما مكّن السياح من دخول نهرإمجين الذي كان يُحْظر دخول المدنيين فيه مدة نصف قرن منذ توقيعالهدنة بين الكوريتين.

اليوم الثاني.. من بيكجيغوان إلى باجو
«مررتُ بتلة هيوم مع اثنين من المرافقين ووصلنا إلى باجو نحو الظهر. وأرسلت رسالة إلى السيد سونغ هون وانتظرت رده. لكنه نصحني بعدم زيارته، فأرسلت على الفور رسولا يحمل رسالة شكر ودعوة إلى تعاليمه.» من «يوميات السفر إلى مملكة مينغ» (جوتشون إيلغي) التي ألفها جو هون.

بعد المغادرة من بيكجيغوان، سافرت البعثة الدبلوماسية على الطريق الذي يُسمى حاليا بطريق رقم ٧٨. وبعد انعطافة الطريق، وصلت البعثة إلى الممر الجبلي المنحدر المسمى بـ»هيومريونغ» الذي يربط بين كويانغ وباجو. ومنذ عصر مملكة كوريو، اُستخدم هيومريونغ كطريق مختصر يربط بين سيول وكايسونغ. وبعد الوصول إلى هيومريونغ، تمتعت البعثة بقسط من الراحة في الفندق المسمى بـ»هيومون» وفي المعبد البوذي. وكان هناك تمثالان عملاقان لبوذا منحوتان في واجهة المنحدر الصخري على بعد كيلومترين من موقع هيومون باتجاه باجو. وكما مرت البعثة بهذين التمثالين، ربما مرت بهما مجموعة من المسافرين العاديين الذين لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم ضد هجوم العصابات. ومن المحتمل أن أولئك الذين بدأوا في الرحلة صلّوا من أجل رحلة آمنة أمام تمثالي بوذا، وربما شعر أولئك الذين رجعوا من السفر بارتياح عندما رأوا التمثالين عن بعد. ويواجه تمثالا بوذا المنحوتان في الصخر المقبرةَ التي تقع على سفح الجبل المقابل. وعندما نلقي نظرة باتجاه سيول، يمكن أن نرى قمم جبل بوكهان عن بعد.

كان جو هون (١٥٤٤-١٥٩٢) عضوا في بعثة جوسون إلى مينغ للتهنئة بعيد ميلاد الإمبراطور وانلي في عام ١٥٧٤. وفي الطريق إلى الصين، كثيرا ما كان يتوقف أعضاء البعثة عند قبور أجدادهم ويقدمون لهم الاحترام وربما زاروا بيوت العلماء المشهورين للاستماع إلى تعاليمهم. وفي باجو، كان يعيش اثنان من علماء الكونفوشيوسية العظماء، وهما سونغ هون (١٥٣٥-١٥٩٨) الذي عاش في وادي الثور (أوغي) وإي إي (١٥٣٦-١٥٨٤) الذي عاش في وادي الكستناء (بامغول أو يولغوك). وأصبح لقبهما اسما للقرية التي عاشا فيها. أما جو هون الذي وُلد ونشأ في كيمبو القريبة منهما، فأصبح تلميذا لهذين العالمين العظيمين. وبعد مرور الوقت، أصبح جو وريثا للتراث الأكاديمي لإي إي واشتُهر بصراحته في الكلام. وفي عام ١٥٩٢، حين وقع أول غزو ياباني، قاد جو ٧٠٠ من «الجنود الصالحين» وقُتل في معركة «كومسان».
يمكن أن نرى قبر سونغ هون والقاعة التذكارية له بعد المرور بتمثالي بوذا المنحوتين في الصخر. وحاليا، تقع مدرسة باجو الابتدائية في موقع بلدية باجو القديمة، وتم بناء نفق عبر الممر الجبلي «هيومريونغ» في السنة الماضية.

اليوم الثالث.. من باجو إلى كايسونغ
«غادرنا باجو في الصباح الباكر. وعندما وصلنا إلى يولغوك، زرتُ إي سوك-هيون، وهو اسم آخر لإي إي. كان سوك-هيون مريضا ولم يتعاف بعد. انتظرنا وقتا طويلا حتى خرج إلينا. وكان يبدو متعبا جدا. جلسنا معه وأعربنا عن أسفنا لوضع البلاد وتحدثنا حول الأمور المختلفة، بما فيها عقل الإنسان وطبيعة الطريق ونظرية عدم الانفصال للمبدأ العقلاني (إي) والقوة المادية (كي).» من «يوميات مبعوث إلى الصين (جوتشونغي)» التي كتبها هو بونغ.
هوه بونغ (١٥٥١-١٥٨٨) هو الأخ الأكبر للشاعرة هو نانسولهون (١٥٦٣-١٥٨٩) وهو أخو هوه غيون (١٥٦٩-١٦١٨) الذي ألف الرواية المشهورة «قصة هونغ غيل-دونغ». وبعد زيارة إي سوك-هيون، انتقل هوه بونغ إلى هواسوكجونغ، حيث كان صديقه كثيرا ما يزوره. ومن هناك، استطاع أن يرى بيت صديقه الجديد الذي بُني في الموقع الشديد الانحدار ولم يكن قد قسّم البيت بالجدران الداخلية بعد. وبنى سوك-هيون هذا البيت لأنه أراد أن يعيش كل أفراد العائلة معا في يولغوك. وخلال هذه الزيارة شعر هوه بونغ بالتعاطف مع الظروف القاسية التي واجهها هذا العالم العظيم الذي ترك منصبه كأمين ملكي قبل ثلاثة أشهر، وألقى نظرة على نهر إمجين المتعرج والجبال الذي تحيط به.

 

بُنيت قلعة هوروغوروفي عصر مملكة غوغوريووكانت القلعة تُحاط بأسوارشبيهة بالمثلث. ويبلغ طولالأسوار الباقية حتى الآن حوالي٤٠٠ متر. خلال مائتي عاممنذ منتصف القرن السادس،شكّل نهر إمجين الحدود بينمملكة غوغوريو ومملكة شيلا،حيث وقعت معارك عنيفة بينغوغوريو وشيلا وبين شيلاومملكة تانغ الصينية.

ولكن بعد مرور عام على هذا الحدث، عندما انقسم علماء الكونفوشيوسية بشأن الإصلاح السياسي، وجد هوه بونغ نفسه في مواجهة إي إي، الرجل الذي كان يحترمه كثيراً ويتحدث عنه بمثل هذا التعاطف. وفي عام ١٥٨٣، انتهى الأمر بـ»هوه بونغ» لتوجيه تهمة الإهمال والتقصير في الواجبات الرسمية إلى إي إي. وتفاقم مرض إي إي بعد الإعفاء من منصبه كوزير للشؤون العسكرية، مما أدى إلى وفاته المبكرة في العام التالي. وكان كل ما تركه هو مكتبته الخاصة والقليل من أحجار الولاعة. وبالنسبة لهوه بونغ، فإنه لم ينجح في هذا الخلاف وحُكم عليه بالطرد والإقامة الجبرية في المنفى. ولم يستطع أن يرجع إلى الساحة السياسية، بل أخذ يتجول بلا هدف حتى توفي في الثامنة والثلاثين من العمر. وفي مكان قريب من هواسوكجونغ، توجد الأكاديمية الكونفوشيوسية (جاون سوون) حيث وُضعت اللائحة التذكارية تكريما لإي إي، بالإضافة إلى القاعة التذكارية تكريما لهذا العالم العظيم.
وعلى يسار هواسوكجونغ حيث ضفة النهر التي تغطيها الأعشاب يقع رصيف ميناء إمجين للعبّارات. ولما كان ويجورو يشتمل على الطريق المائي المتجه إلى دونغبا عبر نهر إمجين، ولأن هذا النهر ضيق وضحل، فقد اُعتبر رصيف ميناء إمجين نقطة الدفاع الاستراتيجية عن العاصمة وكان جزءا من الطريق الرسمي الذي يستخدمه الموظفون الحكوميون والمبعوثون. بينما كان التجار والمسافرون العاديون يذهبون إلى ميناء كورانغبو في الشمال لعبور النهر. وكورانغبو هو الميناء الشمالي على نهر إمجين، حيث تم تداول المنتجات السمكية من الساحل الغربي والمحاصيل من اليابسة. وتسمح المياه الضحلة فيه بعبور النهر على الأقدام بسهولة. ولهذا، عبر الغزاة اليابانيون نهر إمجين باستخدام منطقة العبور هذه في أواخر القرن السادس عشر، وكذلك الدبابات الكورية الشمالية خلال الحرب الكورية. كما أن وجود قلعة هوروغورو التي كانت تابعة لمملكة كوغوريو وقبر الملك كيونغسون، آخر ملوك مملكة شيلا، في الجوار يشير إلى أن هذا الطريق المائي كان طريقا مشهورا منذ عصر الممالك الثلاث (٥٧ ق. م.-٦٧٦ م).

وعلى الرغم من أن هذه المنطقة أصبحت الآن ضمن المناطق العسكرية، فما زالت القوارب القديمة تقوم بنقل الزوار من رصيف دوجيري في المنطقة العليا لنهر إمجين إلى ميناء كورانغبو. كما أن رصيف إمجين مفتوح جزئيا للدراسة البيئية. وتبعد كايسونغ في كوريا الشمالية عن هنا بحوالي ٤٠ ري (وحدة مسافة)، أي ما يعادل ١٥ كيلومترا عبر المنطقة المنزوعة السلاح.

في العصر الذي كانت تُنقلفيه معظم السلع على متن السفن،اُعتبر ميناء كورانغبو، آخرميناء في شمال نهر إمجين، نقطةمهمة لتبادل المنتجات السمكيةمن شاطئ البحر الأصفر. كماأن ميناء كورانغبو مثّل ولا يزاليمثّل نقطة عسكرية مهمة لأنمنسوب المياه في الجزء الأعلىمن النهر منخفض جدا حتى أنهيمكن عبوره مشيا على الأقدام.

اليوم الرابع... ما زلت أحلم
كلما قضيت ليلة في قراءة سجلات أجدادنا حول البعثات الدبلوماسية إلى الصين، وجدت أنني أضلّ الطريق في الحلم، حيث تَعْلَق العربة في الوحل ولا أعرف إلى أين أذهب، وأظل أتخبط طوال الليل بلا هدف. ولأعزي النفس، أكتب العبارة التي عثرت عليها مصادفة عند الفجر:
«لا يوجد مجتمع كامل، بل تحتوي جميع المجتمعات على نوع من الشوائب التي لا تتوافق مع معاييرها. فالظلم وعدم الحساسية والقسوة كلها تعبير ملموس عن هذه الشوائب.» من «المناطق الاستوائية الحزينة» لكلاود ليفي-ستراوس.

 
لي تشانغ-غيشاعر وناقد أدبي
آن هونغ-بوممصور فوتوغرافي

전체메뉴

전체메뉴 닫기