메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

null > 상세화면

2017 WINTER

حياة العمال
في قاع منجم بِرِيشة فنان

يحكي الرسام هوانغ جاي هيونغ عن قرية المناجم وحياة الناس فيها بلغته الفنية التشكيلية، مما يجعلنا نلتقط أفراح حياتهم وأتراحها. لقد غادر الرسام هوانغ إلى قرية المناجم في جبل تيبيك بمحافظة كانغونلإلغاء الحدود بين الفن والواقع وتصوير روح العصر عن كثب. هكذا أصبح هذا الواقعي «الفنان ذو القلب الكبير عامل المنجم»يبحث عن أمل الحياة في اللوحات الفنية.

٥٣ سم. x "صورة لعامل المناجم"، عام ٢٠٠٢، لوحة زيتية على القماش، ٦٥

لقد حظيت بالترحيب الحار من الرسام هوانغ جاي هيونغ الذي أمسك يدي بيديه الكبيرتين الدافئتين شاكراً زيارتي له رغم المسافة البعيدة. في تلك اللحظة، لفت نظري لحيته الشعثاء والملابس والقبعة السوداء التي يرتديها. وكان جسمه ضخم البنية، مما أعطاني انطباعا بأنه يقدر أن يقوم بعمل رجلين.
يُقال إن يد الإنسان تشير إلى حياته. وعندما صافحته، شعرت بأنني أعرف أكثر من النصف من حياته. وجدت الحماس في عيني الفنان الذي يُحاط باللون الأسود. وقال هذا الفنان، الذي أصبح من عمال المناجم ورسم حياتهم في قاع المنجم، «آخر أمل لي في الحياة يتألق في قاع المنجم كما يتألق النجم في السماء».
وأضاف «عندما جئت إلى تيبيك مع عائلتي، استغربت من الأجواء الكئيبة المحيطة بالدكاكين المكتظة بالناس. ولكنني الآن أشتاق إلى هذه الأجواء التي تلاشت بسبب التغيرات الاقتصادية التي قلبت هذه المنطقة رأسا على عقب خلال ثلاثة عقود. على الرغم من أن الكثير من الناس غادروا، فأنا أبقى هنا لحكاية التغيرات التي حصلت في هذه المنطقة كشاهد عيان على العصر. وقد يقول لي بعض الناس إن الوقت قد حان للمغادرة، وسأرد عليهم « لست من أولئك الذين يتركون امرأة بعد الاستفادة منها».

قاع المنجم اسم آخر للحياة البائسة
سعى هوانغ جاي هيونغ إلى الحفاظ على الأرض وذكريات الشعب وموروثاتهم التي لا ينبغي نسيانها. في اللغة الكورية تدل العبارة « قاع المنجم» على معنيين؛ حَرْفي ومجازي، والمعنى المجازي هو الحياة البائسة التي لا أمل فيها. لكن الفنان لا يوافق على ذلك ويقول: «يرى سكان العاصمة سيول أن قاع المنجم يكون حيث يفتقد الناس الأمل. لكن، أعتقد أن الحياة في سيول أكثر يأساً منها في قاع المنجم، أليس كذلك؟ بنظري أن المعاناة التي يعيشها الكثير من العاطلين عن العمل في سيول لا تختلف اختلافاً كبيرا عن المعاناة التي يعيشها سكان قرية المناجم». يستمر الفنان بإقامة معرضه الخاص تحت الشعار «التراب للإمساك به والأرض للاستلقاء عليها» الذي لم يتغير منذ عقود. ويشير هذا الشعار إلى حياة الناس الذين لديهم تراب يكسبون رزقهم فيه بالكاد، بل ليس لديهم أرض للاستراحة عليها، أي هذا الشعار يعني العصر المأساوي الذي لا يقدر فيه الإنسان أن يعيش حياة كريمة.
قال هوانغ «عندما تخرجت في كلية الفنون، راجعت حياتي كفنان. ثم أدركت أن السنوات العديدة التي أعيش فيها كفنان كانت بعيدة عن واقع بلادي. واعتزمت الدخول إلى الحياة الحقيقية ومواجهة الوجه المشوه للتصنيع. لقد شهدت حياة العمال المهمشين اجتماعيا الذين كانوا يعيشون في المناطق الصناعية الفقيرة مثل كورو- دونغ وكاريبونغ- دونغ. وآنذاك، كانت قرية المناجم آخر محطة لهؤلاء العمال البؤساء. أردت أن أكسر الحدود التي لم تتجاوزها حركة الفن الشعبي التي ازدهرت في الثمانينيات من القرن الماضي. إذا اعتبرنا أن عبارة « قاع المنجم» تدل على المكان الذي يشعر الإنسان فيه بيأس وإحباط، فمعنى ذلك أن قاع المنجم لم يكن مقصورا على منطقة تيبيك فحسب، بل إنه كان أيضا يشمل شتى أنحاء كوريا في ذلك الوقت. والمكان الذي لا يعيش فيه الإنسان حياة كريمة هو قاع منجم. كما أن كل الأماكن التي اختارها الإنسان البائس سواءً أكان مكان عمل أو شارعا أو بيتا يُعد قاع منجم. ذهبتُ إلى تيبيك لأنني أردت لقاء عمال المناجم الذين يمثلون بؤساء العصر. لكن، وجدت منهم إرادة لمواجهة الحياة القاسية والسعي للتغلب على ظروفهم المأساوية.
تقع ورشة الفنان هوانغ في المنطقة السكنية بجوار مركز تيبيك للثقافة والفنون. وعندما زرت ورشته، شعرت لدى رؤية سقف الورشة العالي بالهدوء والجلال. أحسست فيها وكأني داخل قصر الفنون المقدس. كما أنني استطعت لمس ذكرياته في المناجم المليئة بغبار الفحم، منها ذكريات عن تناول وجبة الغداء في المنجم الداكن تحت ضوء مصباح السلامة وذكريات عن المصاعب التي واجهها عمال المناجم في داخل المنجم الذي اعتبروه كرحم الأم. وكان بجانب باب الورشة جدار يتكون من أكياس الطلاء. وذكرني بهذا المنظر قوله « كلما حصلت على بعض النقود، اشتريت الطلاء». وتصورت آلام الفنان الفقير الذي يسخِّر كل ما لديه من المال لشراء الطلاء بدلاً من شراء رغيف الخبز.

٢٠٠٨، "لوحة بالفحم وغيره من المواد المتنوعة" على القماش، - "البكاء الأسود"، عام ١٩٩٦
٢٥٩ .١ سم. x ١٩٣ .٩

العَرَق قبل الفن
قال هوانغ « أرى أن سبب انهيار جماعات الناشطين في الثمانينيات من القرن الماضي يعود إلى نقص القدرة على التحمل والفشل في المواءمة بين النظرية والتطبيق. عندما جئت إلى منطقة سابوك وجونغسون بمحافظة كانغون، أدركت أنه من العيب أن أبقى متفرجاً على ما يحدث في عصرنا. لأن عمال المناجم يحتاجون إلى عرقي وجهدي وليس إلى أعمالي الفنية. وآنذاك سألت نفسي مرات عمّا إذا كانت لفرشاتي نفس القيمة التي لمجرفة الفحم لعمال المناجم. سعيت إلى التقارب معهم بتنظيم العروض الفلكلورية الشعبية وإطلاق الحركات الفنية مثل حركة الرسوم الجدارية وحركة الطباعة الفنية مع السكان المحليين. كما أنني افتتحت معسكر الفن للتواصل معهم. وصورت في اللوحات إرادتي القوية للوقوف مع من فقدوا آمال حياتهم لكن سعوا إلى النهوض من رماد الحياة المحبطة.
في عام ١٩٨٢، أصبح الفنان عاملاً بمنجم كوجولي في منطقة جونغسون. وآنذاك لم يُسمح لعمال المناجم بالعمل تحت الأرض وهم يرتدون النظارات. ولذلك، كان الفنان الذي يعاني من قصر النظر الشديد يرتدي العدسة اللاصقة خلال العمل ويخلعها بعد العودة إلى البيت. وبعد قليل من الوقت، أُصيب هوانغ بالتهاب المُلْتحمَة بسبب

ذرات غبار الفحم التي دخلت بين القرنية والعدسة اللاصقة. وحذره الطبيب من فقدان بصره. ولهذا السبب، تخلى الفنان عن عمله في المنجم بعد مرور ثلاث سنوات من بدء العمل. لكنه استمر برسم الأشخاص الذين يقابلهم في قاع المنجم. وأصبحت حياتهم الحقيقية موضوع أعماله. هكذا، وُلد الفنان من جديد كفنان بقلب عامل منجم.
إن عدد عاملات المناجم الكبيرات في السن يتراجع بوتيرة عالية الآن. وكُنَّ سببا لاختيار الفنان منطقة تيبيك كموطن ثانٍ له، وأظهرْنَ له حب الأم وساعدْنَه في ترسيخ جذوره في هذه الأرض. لكن قوة المال وطغيان الرأسمالية غيرت أنماط العمل مما أدى إلى تجفيف التراب الذي يكسب فيه الناس رزقهم. ومن المقرر أن تُغلق جميع مناجم الفحم بحلول عام ٢٠٢٠، حيث سيفقد سكان تيبيك البؤساء كل ما لديهم حتى الأرض التي تستريح فيها جثثهم المتعبة، على الرغم من جهود الحكومة لإنعاش المنطقة من خلال تحفيز السياحة المحلية. قال الفنان إنه أحيانا يشرب سوجو، المشروب الكحولي الكوري، حين لا يشعر بالإلهام الفني. تنهد هوانغ أمام لوحة « السيدة كوون عاملة المناجم» التي رسم فيها عيني عاملة المناجم المتألقتين في وجهها المغطى بغبار الفحم الأسود.

قال الفنان « رغبت في تصوير النور في عينيها، لكنه كان صعبا جدا. يبدو أن كل الأشياء التي نحتاج إلى معرفتها في الحياة تكمن في عينيها اللتين تمتلئان بالحب والدموع. منذ ٣٠ عاما، أعيش مع الناس الذين يعيشون حياتهم بصمت وهدوء مثل الشجر، لذلك صورت الكثير من الأشجار التي رأيتها متنقلا من جبل إلى آخر. أريد أن أستخدم فرشاتي كمجرفة الفحم أو المعول اللذين يستخدمهما عمال المناجم».
إن اللوحات في ورشته وثائق وسجلات تؤرخ الصراعات التي يعيشها هذا الفنان ذو قلب عامل المنجم. في اللوحة «رقاقات الثلج السوداء»، استخدم الفنان غبار الفحم لتصوير الوجه المجعد لعامل المناجم الكبير في السن. ويبدو أن الطريق المتعرج الذي رسمه في اللوحة «الطريق الجبلي في دومون-دونغ» يمثل التقلبات التي نشهدها في الحياة. يستخدم الفنان هوانغ التراب وغبار الفحم لأعماله الفنية بدلا من الدهانات الزيتية العادية التي تجعل سطح اللوحات أكثر نعومة. لأنه يعتقد أن هذه المواد الخشنة تتشابه مع وجوه حياتنا.
أوضح الفنان «هناك شيء دفعني إلى التفكير الجدي بمواد الرسم. وهو زي العمل لعامل مناجم اسمه « كيم بونغ تشون» الذي لقي حتفه في حادثة انهيار منجم هوانغجي في عام ١٩٨٠. وكان مكتوبا على زيه «هوانغجي ٣٣٠». وكان يبدو أن زيه الممزق والوسخ يدل على حياته وموته. في تلك اللحظة، أدركت أن زيه أفضل مادة لرسم حياته».

١١٧ سم. X "الوجبة"، عام ١٩٨٥، لوحة زيتية، ٩١

يستخدم هذا الفنان التراب من الأرض التي يقف عليها على قدميه والمواد المتنوعة الأخرى التي تعكس الحياة العادية في قرية المناجم لِبَثِّ الحيوية الإنسانية في أعماله الفنية. ويعبر عن العصر الماضي والناس الذين عاشوا آنذاك باستخدام المواد المتنوعة، بما فيها شهادة الوفاة لعامل منجم توفي بسبب تغبر الرئة والخشب الرقائقي والشبكة السلكية التي اكتشفها في منزل مهجور لأحد عمال المناجم. وتدل لوحات «الصمت العظيم» و»أصل الشعب» و»وجه الأم» و»مكان الأب» و»المنحدرات» على الابتكار الذاتي الذي حققه الفنان الذي شارك في حياة العمال.

Hwang Jai-hyoungsettled in the coal miningtown of Taebaekin 1982, and has sincedevoted himself topainting the wearylives of the miners.

لوحات بِشَعْر بشري تحكيتبعية الإنسان
في هذه الأيام، الفنان هوانغ مفتون بمادة جديدة، وهي شَعْر الإنسان. وورشة الفنان مليئة بالطاقة التي تبثها اللوحات الكبيرة المرسومة بشعر الإنسان. ويمكن أن نشعر بالدوامة التي أثارها شَعر الإنسان في اللوحات. رغم أن شعر الإنسان ضعيف جدا، فإن الخصلات المتشابكة من الشعر تَبُثُّ الطاقة القوية التي تترك بصمات راسخة في قلوب المشاهدين. أظن أن أسلوب الرسم هذا يُعتبر الأول من نوعه في تاريخ الفن الواقعي الذي يعود تاريخه إلى حوالي ١٥٠ عاما.
قال الفنان « في أحد الأيام، زارتني معلمة للتشاور معي في شؤون عائلتها، حيث صدمتني هذه المعلمة بحديثها عن القصة التي تظهر خلافاتها مع حماتها. قالت لي إن حماتها أحضرت لها شوربة الأعشاب البحرية بعد أن أنجبت طفلا، لكن عندما كانت على وشك أن تتناول أول ملعقة منها، وجدت خصلات من الشعر فيها. وفي هذه اللحظة، خطر في بالي أن هناك نقاط التقاء بين خصلات الشعر التي وجدتها المعلمة في الشوربة والتاريخ البشري الذي يتسم بالهيمنة والتبعية. وتوصلت إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يتحرر من تبعيته للآخر ما دام على قيد الحياة».
بناء على تلك الفكرة، رسم الفنان أعماله القديمة من جديد باستخدام شعره، بما فيها لوحة « صورة لعامل المناجم». ووفقاً لهذا الأسلوب الجديد، يضع الفنان خطوطا بسيطة على اللوحة ثم يكمل رسمه بلصق الشعر عليها. وقال الفنان «أشعر برعشة عندما أرى الطريق الذي شكله الشعر والإيقاع الذي يتركه هذا الطريق».في البداية، استخدم الفنان شعره، لكن لأن كمية الشعر لم تكن كافية، طلب الفنان إلى زوجته وابنته التبرع بشعرهما. قال هوانغ «عندما ألمس شعر أحبائي، أشعر بالحب والحنان». وأضاف «آمل أن تساعد هذه اللوحات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الفن الغربي على إثبات هويتي كفنان كوري».
سيكشف الفنان هوانغ عن لوحاته المرسومة بشعر الإنسان التي لا مثيل لها في تاريخ الفن في المعرض الخاص الذي من المقرر أن يُقيمه في شهر ديسمبر في مركز غانا للفنون بسيول عاصمة كوريا. لقد علّق أحد زملائه الفنانين على لوحاته، قائلا «هي صدمة ثورية تضرب قلبي». وسيُعرض أيضا عمله الجديد وهو سلسلة

«الصمت العظيم» التي صور الفنان فيها الطبيعة العظيمة المحيطة ببحيرة بايكال. قال هوانغ إنه كرر العبارات التالية مرارا وتكرارا خلال رحلته الطويلة للبحث عن أصل الشعب الكوري؛
«لا تبكِ على أشياء صغيرة لا تستحق البكاء من أجلها».
«لا تكون مقيدا بالمصالح الشخصية».
وقف الفنان الذي نزل إلى الأدنى المسمى بقاع المنجم أمام بحيرة بايكال التي شهدت نشوء البشرية قبل عشرات الملايين من السنين. يُعد كلاهما نهاية الأرض حيث ينهض بنور الحياة من الظلام المطلق. ماذا رأى ورسم هناك؟ قال الفنان ذو العينين المغرورتين بالدموع اللتين تتشابهان مع العيون التي رسمها في لوحة «وجه الأم» و»مكان الأب» : «لا تُقهر الحياة ما دام هناك حب».

أدركت أنه من العيب أنأبقى متفرجاً على مايحدث في عصرنا. لأنعمال المناجم يحتاجون إلىعرقي وجهدي وليس إلىأعمالي الفنية. وآنذاكسألت نفسي مرات عمّا إذاكانت لفرشاتي نفس القيمةالتي لمجرفة الفحم لعمالالمناجم.

جونغ جاي – سوكصحفية ثقافية بجريدة جونغ آنغ اليومية
آن هونغ - بوممصور

전체메뉴

전체메뉴 닫기