메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

An Ordinary Day > 상세화면

2021 SPRING

الإخلاصغير المتلوّن

تتحرك الأيدي الخشنة بخفة بين أعمدة البخار البيضاء المتصاعدة. وبعد ثوانٍ، تصبح قطعة من الملابس المُتَقبّضة المتكمشة أنيقة وناعمة. وبعد تسليم الملابس النظيفة والدافئة إلى عملائه، ترتسم ابتسامة عريضة على وجه «أوه كي-نيونغ» في المصبغة الواقعة في الحي الذي يسكن فيه.

«أن أقطع قطعة من الخبز الطازج بيدي، وأرتبّ كومة من الملابس الداخلية المطوية بدقة في دُرجي، وأرتدي قميصا جديدا تمامًا ينزلق فوق رأسي، ورائحته من القطن النظيف والجديد - هذه لحظات أشعر فيها بـسعادة صغيرة ولكن مؤكدة»، هذا ما قاله المؤلف «موراكامي هاروكي». ويبدو أن كل دولة لديها طريقة للتعبير عن هذا النوع من حالة السلام وطريقة تحقيقه، حيث يوجد مفهوم «هويغيه» في الدنمارك كفلسفة للحياة، وهناك كلمة «لا جوم» في السويد تشير إلى حالة الاعتدال والتوازن تجاه كل شيء، وفي فرنسا هناك مفهوم مماثل اسمه «أو كام». وفي الآونة الأخيرة، وجدنا تعبير «سو هواك هينغ» الذي يختصر عبارة «سعادة صغيرة ولكن مؤكدة» باللغة الكورية، ينتشر في المجتمع الكوري.

إرساء الاستقرار
بدأ «أوه» في تعلم مهنته في أوائل العشرينيات من عمره، حيث عمل في مصنع للملابس، حيث كان يقوم بترتيب الخيوط أولاً، وفي النهاية أتقن مهارات الخياطة. وأسس مصنعاً خاصاً به في سن الثلاثين تقريباً. وقام بتشغيله نحو خمس سنوات، إلى أن أصبح ضحية من ضحايا الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.

«انخفض عدد الطلبات لدرجة أنه لم يكن لدي عمل سوى يومين أو ثلاثة في الأسبوع، ولم أستطع دفع رواتب موظفي مصنعي. ولم يكن هناك أي خيار أمامي سوى إغلاق المصنع. وكان أخي الأصغر يدير مصبغة، على طريقة «التنظيف الجاف» أو ما يُعرف بالإنجليزية بالدراي كلين، في مدينة يونغ إين حينها، ولذلك ذهبت لإلقاء نظرة هناك، وقررت أن أجرب ذلك العمل الجديد. إنه نوع من العمل الذي يمكن القيام به حتى مع التقدم في العمر، طالما أن الجسم يقاوم. وجعلني ذلك أعتقد أنه يمكنني كسب لقمة العيش من خلال تلك المهنة».

«كانت صديقة زوجتي تدير أيضاً مصبغة. وعملت أنا وزوجتي هناك معاً لتعلم المهارات اللازمة. ولقد عملنا مدة ثلاثة أشهر دون أجر، ويوماً بعد يوم، تعلمنا تقنيات مختلفة وكيفية تشغيل الآلات وما إلى ذلك. وتختلف تقنيات الغسيل حسب نوع القماش، وكانت تجاربي السابقة في صنع الملابس في المصنع مفيدة للغاية».

وقبل أن يُنشئ مشروعا تجاريا مستقرا خاصا به، كان «أوه» قد واجه بعض المصاعب والمشكلات. وكان محله الأول يقع في حي غورو-دونغ، أحد الأحياء التابعة لمنطقة غورو، وهي منطقة ازدهرت فيها صناعة الملابس والمنسوجات في الماضي. ونظرا لخبرته غير الكافية، لم يحقق أرباحا كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، كان التعامل مع جميع أنواع الناس يضايقه كثيرا. وفي غضون بضعة أشهر فقط، قرر أن ينقل محله إلى أحد مراكز التسوق بالتجزئة في مجمع سكني جديد. وفي ذلك الوقت، كان هناك نوع من القواعد غير المكتوبة في قطاع غسيل الملابس، مفادها أنه إذا تم إنشاء مصبغة واحدة داخل مجمع سكني ما، فلا يمكن فتح مصبغة ثانية من شخص آخر في المجمع السكني نفسه. وبسبب عدم وجود محل تنظيف آخر إلا محله، انتهى الأمر بـ»أوه» إلى التعامل مع جميع المنازل البالغ عددها 1,300 في المجمع السكني. ولم يستطع أن يتحمل العمل هناك لأكثر من نصف عام. وبعد ذلك، أخذ يبحث عن موقع جديد لمصبغته، وقال لنفسه «لا تكن جشعاً». وأخيراً، وجد الموقع الحالي في شارع شينسو في حي مابو.

«مسقط رأسي هو ما بو. وعندما كنت أحاول في البداية فتح محل خاص بي، لم تكن هناك شقق في ما بو. وفي الوقت الذي قررت فيه بيع مصبغتي الثانية، تم بناء مجموعة من الشقق هناك ووجدت مكانا مناسبا هو مصبغتي الثالثة، لذلك انتقلت إلى هنا. والآن قد مر حوالي 20 عاماً على وصولي إلى هنا».

وعلى الرغم من انخفاض حجم العمل في الآونة الأخيرة، فلا تزال أيامه صعبة إلى حد ما. ومنذ أن بدأت صحة زوجته في التدهور، تولى «أوه» جميع العمليات اليومية بمفرده. إن المصبغة مليئة بأكوام الغسيل ومعبأة بأنواع آلات الخياطة وما شابه ذلك من آلات، علما بأن المصبغة تبلغ مساحتها نحو 26.4 متر مربع فقط. وعندما يريد أن يقضي وقت راحة قصيرة، لا يجد مكانا يستلقي فيه، لذا فهو يجلس على كرسي فقط ليستريح.

ظروف متغيرة
مع مرور الوقت، أصبحت صناعة غسيل الملابس مختلفة عما كانت عليه في الماضي، حيث تفضل الأجيال الشابة تطبيقات الغسيل على الهواتف الذكية، والتي يمكن استخدامها بسهولة، فيترك الشباب ملابسهم لأصحاب الامتيازات الرخيصة نسبياً. وفي الوقت نفسه، أصبح الكثير من الناس الذين كانوا يعملون خارج منازلهم، يعملون من المنزل عن بعد أكثر من السابق وسط جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى تقليل عدد مرات الغسيل. ونظراً لأن مهنة التنظيف تعد عملاً مرهقاً لمعظم الناس، فمن الصعب جدا العثور على شخص مهتم بتعلم هذه المهنة.

وفي الواقع، فإن المصبغات في الأحياء مثل مصبغة «أوه»، أخذت تختفي تدريجياً. وبمجرد بلوغ أعمار المالكين الحاليين سن التقاعد، فإنهم يميلون إلى إغلاق أبواب مصبغاتهم إلى الأبد.

ومع ذلك، فإن السيد «أوه» هو متخصص ماهر في تنظيف الملابس، يبذل قصارى جهده لكل عميل. ومعظم عملائه هم من ربات البيوت في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، ويزورون المصبغة بصورة منتظمة منذ زمن. وفي أغلب الأحيان، يعبرون عن رضاهم عن الخدمات التي يقدمها «أوه»، وعن امتنانهم من خلال تقديم الخبز أو الفاكهة هدية له، وبالطبع هناك بعض العملاء ينتهجون أسلوبا غير لائق في استخدام أية خدمات في مصبغة «أوه».

«هناك أشخاص يتحدثون معي باستخفاف، وكأنهم لا يُكنّون لي سوى الاحتقار. ويبدو الأمر كما لو كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون التحدث معي كما يريدون فقط، لأنني أقوم بهذا النوع من العمل. وهؤلاء الناس التعامل معهم هو الأصعب. ويجب أن اتخذ موقفا واضحا تماما، إذا كانوا غير راضين عن عملي، فلا بأس أن يذهبوا إلى محل آخر. وإلا فلا حاجة بي أن يسببوا لي التوتر النفسي».

وأثناء سنوات عديدة من العمل في هذه المهنة، شهد «أوه» أنواعا غير متوقعة من أساليب الناس. وكان من بين العملاء السابقين رجل في الأربعينيات من عمره، يحضر بانتظام كيسا محشوا بالقمصان والسراويل والملابس الداخلية، وحتى المناشف. وكانت المناشف الرطبة تنبعث منها رائحة كريهة بالطبع وسيئة للغاية على وجه الخصوص. وفي أحد الأيام، عندما كان «أوه» في إجازة قصيرة، أخذ ذلك الرجل كيس ملابسه المتسخة والرطبة إلى مصبغة أخرى، وعاد لاحقاً يشكو من أن تلك المصبغة طلبت منه دفع الكثير من المال.

والآن يعتمد «أوه» عدم السماح للعملاء بإيذاء مشاعره. وإذا كان أسلوب العميل غير مقبول، فيحاول التركيز على تقديم المزيد من الخدمات وإرضاء العملاء الطيبين الذين يحيطون به دائماً.

وعلى أمل أن تفسح هذه الأوقات الصعبة الطريق قريبا نحو العودة إلى الأيام العادية، يرفع «أوه» مكواة ثقيلة مرة أخرى ليوفر لعملائه سعادة صغيرة ولكن مؤكدة.

محترف ومجتهد
أثناء الصراع طوال اليوم مع الملابس، فمن الطبيعي أن يحس «أوه» باتجاهات الموضة أسرع من الآخرين. وعندما يكون هناك زيادة في عدد العملاء الذين يأتون بملابس من التصاميم الجديدة المتشابهة، يمكن الاطلاع على أحدث الموضات السائدة هذه الأيام. ونظراً لأن تقنية الغسيل المناسبة للملابس تعتمد على المواد، فمن الضروري أن يدرس ويظل على اطلاع على أحدث أنواع الموضة. وعندما يكون لديه وقت فراغ في عطلات نهاية الأسبوع، يزور «أوه» متاجر الملابس بهدف التعرف على أنماط وأسعار البضائع الحالية.

وفي الماضي، كان الناس يرتدون الكثير من الملابس التي تحتاج إلى التنظيف الجاف. واليوم يوجد المزيد من أنواع الملابس العملية، مثل الملابس الرياضية المختلفة. ويتطلب الحفاظ على وظائف الملابس بتعديل أوقات تنظيف واستخدام منظفات خاصة. وهناك احتمال بأن تتلف الملابس في حالة عدم التأكد من متطلبات محددة عند التنظيف.

إن «أوه» يعمل من الاثنين إلى السبت، ويقضي يوم الأحد خارج البيت لإلقاء نظرة على المزيد من الملابس، لكن هل لديه وقت لأي هوايات أخرى؟ وردا على هذا السؤال، سحب «أوه» مفكرة صغيرة، مبتسما.

وكل طريق له كشك، وعند مروره، يمكن الحصول على طابع على المفكرة. وكل يوم أحد لمدة من الزمن، كنت أذهب لمواصلة هذه الرحلة. وكنت أخرج في الصباح الباكر، وأركب دراجتي، وأعود بالحافلة إلى المنزل. يمكن المرور من جميع الطرق الخاصة بالدراجات شئيا فشيئا في كل مرة. والآن لم يتبق سوى طريق واحد من الرحلة. من خلال ركوب الدراجة، تمكنني ممارسة التمارين الرياضية وحتى العلاج الروحي لنفسي، هذا الأمر يسعدني أكثر من أي شيء آخر».

وعلى أمل أن تفسح هذه الأوقات الصعبة الطريق قريبا نحو العودة إلى الأيام العادية، يرفع «أوه» مكواة ثقيلة مرة أخرى ليوفر لعملائه سعادة صغيرة ولكن مؤكدة.

هوانغ كيونغ-شين كاتبة
ها جي-كون مصور فوتوغرافي

전체메뉴

전체메뉴 닫기